أكدت مصادر رسمية مقتل ثلاثين شخصا وإصابة 116 آخرين في تفجير سيارة مفخخة، صباح أمس، بمدينة لاهور شرق باكستان مما أدى إلى تدمير شبه كامل لمقر الاستخبارات العسكرية. ويأتي هذا التفجير بعد تهديد حركة طالبان باكستان بنقل مواجهاتها مع الجيش الباكستاني من إقليم سوات شمال غرب البلاد إلى مناطق أخرى. وقال رجاء رياض الوزير بحكومة ولاية البنجاب -عاصمتها لاهور- في تصريح صحفي إن التفجير خلف ثلاثين قتيلا، في حين نقل التلفزيون الرسمي بباكستان عن مسؤول قطاع الصحة فياض رانجها قوله إن الهجوم أدى إلى إصابة 116 شخصا. ومن جانبها، نقلت أسوشيتد برس عن مسؤول الشرطة محمد أشفق أن التفجير نفذ بطريقة انتحارية بواسطة سيارة مفخخة، بينما ذكر مراسل الجزيرة بوزيرستان أن الأنباء مازالت متضاربة بين التفجير الانتحاري والتفجير بمفخخة عن طريق جهاز التحكم عن بعد.وقال المراسل إن تبادلا لإطلاق النار مع مسلحين تواصل بمكان التفجير الذي أدى إلى تدمير حوالي 12 سيارة، وأضاف أن الشرطة حددت عدد المسلحين بين 8 و10 أشخاص. ولم تتبن حتى الآن أي جهة مسؤولية الهجوم الذي قال المصدر إنه يشبه الطريقة المتبعة من قبل المسلحين في ذلك الذي استهدف في وقت سابق من العام الجاري فريق سريلانكا للكريكيت في لاهور. وحسب المراسل استدعت السلطات الباكستانية قوات من أجل السيطرة على الأوضاع، وذكرت تقارير إعلامية أن عشرات من قوات الأمن تمكنت من دخول بناية المخابرات المدمرة للإشراف على عمليات الإنقاذ رغم تواصل تبادل إطلاق النار خارج البناية بعد مرور ساعة من التفجير. وقتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح نحو 70 آخرين قبل أسبوع في انفجار سيارة مفخخة قبالة صالة عرض سينمائية في مدينة بيشاور عاصمة الإقليم الشمال الغربي الباكستاني. وتأتي هذه التطورات مباشرة بعد تهديد حركة طالبان باكستان بنقل مواجهاتها مع الجيش الباكستاني من وادي سوات ووزيرستان إلى مناطق أخرى من البلاد. وقال قائد طالبان أستاذ رئيس في وقت سابق في قرية بير بابا: إننا سنقاتل هنا حتى آخر رمق وتعهد بهزيمة العدو، وأضاف سترون كيف سنقاتل. وبدوره قال المتحدث باسم طالبان بسوات مسلم خان في تصريح صحفي: إن مقاتلي الحركة سيواصلون القتال حتى النهاية وحتى تحقيق هدفهم بتطبيق الشريعة الإسلامية. ويواصل الجيش الباكستاني هجومه في وادي سوات في محاولة للسيطرة على مينغورا عاصمة الإقليم بعد حملة عسكرية جديدة بدأها في الوادي في السابع من ماي الجاري بعد أيام من انهيار اتفاق سلام خلفت حتى الآن حوالي 1100 قتيل في صفوف المسلحين. وحذرت منظمة الأممالمتحدة من أزمة إنسانية جراء نزوح 7,1 مليون شخص من المناطق في الحملة الأخيرة بالوادي إضافة إلى 555 ألفا قبلها، ودعت في بيان إلى تقديم مساعدة عاجلة قيمتها 543 مليون دولار للنازحين.