في حملة قوية ضد سياسة دولة الاحتلال الإسرائيلية، التي تستهدف الفلسطينيين، والتي ضربت بكل الأعراف والمواثيق الدولة عرض الحائط، هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجددا إسرائيل، متهما إياها بقتل أطفال ونساء غزة بالقنابل الفسفورية، خلال عدوانها الأخير على غزة، مؤكدا أن بلاده لا يمكن أن تقبل بهذه الاعتداءات ضد شعب أعزل. ويأتي هذا الهجوم العنيف ضد سياسة دولة الاحتلال وما تقوم به من قمع ضد الفلسطينيين من العاصمة السعودية الرياض، التي يزورها حاليا، حيث أكد خلال الاجتماع الذي نظمته الغرفة التجارية والصناعية بالمملكة العربية السعودية، من خلال الخطاب الذي ألقاه أمام رجال التجارة والأعمال من الأتراك والسعوديين، أن دور تركيا يكمن في إحلال السلام بالشرق الأوسط، داعيا فيه الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، إلى حمل هذه الرسالة. وقال أردوغان إن تركيا لن تسمح بقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل، أو تتبنى ذلك مهما كانت الأسباب، مضيفا أنه يجب الوقوف في وجه هذه الاعتداءات والتصدي لها والدفاع عن الأطفال من هجمات القنابل الفسفورية المحظورة دوليا، مؤكدا في نفس الوقت أن اهتمام الحكومة التركية بقضية الشعب الفلسطينيوغزة، لا يعود لجانب سياسي، بل لجانب إنساني، قائلا: "إننا لن نقف صامتين أمام هذا الظلم وسنرفع أصواتنا بالحق والقانون والعدل". ويرى العديد من المراقبين الدوليين، أن تركيا أصبحت الآن مؤهلة للقيام بدور قيادي في استئناف دورها لمنع الاعتداءات المتواصلة ضد المدنيين العزل في فلسطين، وذلك لأن دولة الاحتلال لا تحترم إلا الأقوياء، ولعل تهديدات أردوغان الأخيرة بسحب سفير تركيا لدى إسرائيل، إذا لم تقم هذه الأخيرة بتقديم اعتذار رسمي أمام العالم، على الاهانات التي تعرض لها السفير التركي في تل أبيب، على خلفية تصريحات أردوغان ضد سياسة إسرائيل العنصرية والقمعية، كانت خير دليل على مدى الرعب الإسرائيلي من تركيا، خاصة بعد الانصياع الإسرائيلي للتهديدات التركية وتقديمه رسالة اعتذار لتركيا، وهي الرسالة التي وقّع عليها أعضاء الكنيست الإسرائيلي، إلى جانب رئيس الحكومة نتنياهو، حيث لم يسبق وأن اعتذرت إسرائيل على جرائمها لأي كان. ودون شك، فقد عكست تصريحات أردوغان القوية ضد سياسة الاحتلال القمعية، حجم الغضب الإسلامي من جرائم حكومة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة ضد البشر، الحجر والشجر في فلسطينالمحتلة، لا سيما في ظل الدعم المادي والمعنوي الذي تحظى به إسرائيل من قبل الأنظمة العربية، التي تعمل على خنق المقاومة الفلسطينية وإجبارها على التخلي عن خيار السلاح، وذلك من خلال الجدار الذي يواصل النظام المصري بناءه على حدود غزة، لمنع وصول المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وأدوية إلى القطاع، لإجبار حركة حماس على التوقيع على الورقة المصرية التي تتضمن أجندات إسرائيلية، مدفوعة الثمن إلى النظام المصري، على حساب أطفال ونساء غزة.