وسط أنباء تفيد بأن الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، برفضان لقائه، لا سيما بعد حادثة اهانة سفير تركيا مؤخرا في إسرائيل، التي زادت في تأزم وتوتر العلاقة بين تركيا ودولة الاحتلال، ناهيك عن سياسة إسرائيل القمعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين، وصل وزير الحرب لدولة الاحتلال الإسرائيلية، إيهود باراك إلى أنقرة أمس، فيما طالبت جهات شعبية باعتقال باراك بتهمة ارتكابه جرائم حرب في غزة والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني، فضلا عن تدمير البنى التحتية للقطاع. وتأتي هذه الزيارة، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين تركيا وإسرائيل، أزمة سياسية حادة، تنذر بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، خاصة بعد حادثة إهانة السفير التركي لدى إسرائيل من قبل نائب وزير الخارجية الإسرائيلية في تل أبيب الذي تعمد إهانته، على خلفية بث مسلسل تركي، يفضح جرائم إسرائيل أمام العالم، إلى جانب تصريحات أردوغان، التي اتهم فيها إسرائيل باستعمال القوة المفرطة تجاه الفلسطينيين. خاصة خلال العدوان الأخير على غزة واستمرارها في سياستها القمعية في قتل الفلسطينيين بدم بارد . ويهدف باراك من خلال هذه الزيارة، إلى محاولة استكمال الجهود لتسوية الأزمة في العلاقات بين البلدين، التي انفجرت بعد عملية "الرصاص المصبوب" التي استهدف قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع ، فضلا عن تسوية المشكلة التي اندلعت في صفقة الطائرات بلا طيار، التي باعتها إسرائيل لتركيا إلا أنها تأخرت في تسليمها وهي الصفقة التي كانت موقعة بين البلدين سنة 2005، تشمل 10 طائرات بلا طيار، تم دفع ثمنها كاملا. حيث كان مقررا أن يبدأ تسليم هذه الطائرات في سنة 2008، إلا أن إسرائيل لم تسلمها. بسبب التقارب التركي، الإيراني والسوري، الأمر الذي أقلق القادة الإسرائيليين من هذا التحالف الجديد . في هذه الأثناء أفادت مصادر دبلوماسية تركية، أن كلا من الرئيس عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، رفضا لقاء إيهود باراك الذي وصل تركيا أمس. احتجاجا على الممارسات القمعية التي تنتهجها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين، لا سيما محاصرة قطاع غزة ومنع وصول المساعدات الدولية إليه. فضلا عن حادثة اهانة السفير التركي من قبل نائب وزير خارجية دولة الاحتلال، وهي الحادثة التي أثارت غضبا كبيرا في تركيا، حيث هدد أردوغان بسحب سفير تركيا، إذا لم تقدم إسرائيل اعتذارا رسميا إلى بلاده، وهوالأمر الذي رضخت إليه دولة الاحتلال وقدمت رسالة اعتذار، موقعة من طرف أعضاء في الكنيست الإسرائيلي . وأوضحت ذات المصادر، أن الاعتذار الرسمي الذي تلقته تركيا عن سوء معاملة نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون للسفير التركي في تل أبيب، أنقذ زيارة باراك وحال دون قيام تركيا بإلغائها. مضيفة أن الرئيس عبدالله غول رفض تحديد موعد للقاء باراك بذريعة اشتراكه في احتفالات اسطنبول كعاصمة للثقافة الأوروبية التي انطلقت فى اسطنبول، كما رفض رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان هوالآخر، تحديد موعد لباراك بذريعة بدء جولته الخليجية والتي تشمل زيارة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. في حين أعلنت منظمة حقوقية تركية، أنها تقدمت بطلب اعتقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، وذلك بتهمة ارتكابه جرائم حرب أثناء العدوان على غزة، مضيفة أن إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، من خلال استخدام قنابل الفوسفور المحظورة، فضلا عن استخدامها وسائل مختلفة، تسببت في أمراض فسيولوجية ونفسية في أوساط سكان قطاع غزة.