علمت "الأمة العربية" من مصادر مطلعة، بأن قوات الجيش الوطني الشعبي باشرت أول أمس عملية تمشيط واسعة النطاق بأعالي ومرتفعات منطقة سيدي علي بوناب الواقعة غرب مدينة تيزي وزو والتابعة إداريا لدائرة ذراع بن خدة، والتي تبعد بحوالي 28 كلم عن مقر عاصمة جرجرة. وحسب مصادر أمنية موثوق بها، فإن قوات الجيش الوطني الشعبي تحركت فور تلقيها لمعلومات، خاصة من مصادرها مفادها وجود تحركات مشبوهة لعناصر إرهابية تنشئ بهذه الغابة التي تعتبر أحد المواقع الإستراتيجية الحساسة بالنسبة للجماعات الإرهابية النشطة بمنطقة القبائل تحت "لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وقد ساعدها في نشاطها الإرهابي هذا الغطاء النباتي الكثيف والتضاريس الجبلية الصعبة التي تتميز بها المنطقة، فضلا عن ذلك فهي تعتبر نقطة عبور هامة بالنسبة للإرهابيين لوقوعها على مستوى الشريط الغابي الحدودي الفاصل بين ولايتي تيزي وزو وبومرداس. وحسب مصادرنا، فإن قوات الجيش الوطني الشعبي جندت لهذه العملية العسكرية الضخمة عتاد عسكري ضخم ووسائل مادية وبشرية معتبرة، بهدف تشديد الخناق وتضييقه في وجه الإرهابيين للتمكن من محاصرتهم والقضاء عليهم نهائيا. للعلم، فإن هذه العملية العسكرية جاءت مواصلة للإستراتيجية الأمنية الجديدة التي سطرتها الدولة الجزائرية في إطار مكافحة الإرهاب بمنطقة القبائل، التي أصبحت مؤخرا قبلة للعناصر المسلحة التي تنشط تحت التنظيم الإرهابي الذي يهدف إلى زعزعة استقرار الأمة في أوساط السكان، مع الإعتداء على ممتلكات الشعب واستهداف المؤسسات العمومية وأملاك الدولة. كما تجدر إليه الإشارة، فإن قوات الجيش الشعبي الوطني المتمركزة بغابة تحشاطت التابعة لبلدية آث وايق لا تزال تواصل ولحد كتابة هذه الأسطر عمليات التمشيط الواسعة النطاق باشرت فيها منذ حوالي أربعة أيام.