باشرت قوات الجيش الوطني الشعبي، منذ عشية أول أمس، في عملية تمشيط واسعة النطاق شملت غابات ومرتفعات منطقة إيعكورن التابعة إداريا لدائرة عزازڤة، والواقعة شرق مدينة تيزي وزو، وعلى بعد حوالي 35 كلم عن مقر العاصمة جرجرة. وحسب مصادر أمنية موثوق بها، فإن قوات الجيش الشعبي الوطني تحركت فور تلقيها لمعلومات من مصادرها الخاصة، مفادها وجود تحركات مشبوهة لعناصر إرهابية بهذه الغابة التي تعتبر أحد المواقع الإستراتيجية الحساسة والمهمة بالنسبة للجماعات الإرهابية المسلحة النشطة بمنطقة القبائل تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وقد ساعدها في نشاطها الإرهابي هذا كثافة الغطاء النباتي الذي تتميز به المنطقة، وكذا تضاريسها الجبلية الصعبة والوعرة. فضلا عن ذلك، فهي تعتبر نقطة عبور هامة لوقوعها على مستوى الشريط الغابي الحدودي الفاصل بين ولايتي تيزي وزو وبجاية. وإستنادا إلى ذات المصادر التي أوردت الخبر، فإن هذه العملية العسكرية الضخمة جاءت مباشرة بعد الاعتداء الارهابي الذي نفذته جماعة إرهابية مجهولة العدد والهوية، والتي قامت خلال ليلة أول أمس بتفجير قنبلة تقليدية الصنع، على مستوى الطريق المحاذي لغابة إيعكورن، أسفر عن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي نذير محمد لتلقي الإسعافات الأولية اللازمة. كما تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية العسكرية الضخمة، تعتبر مواصلة للإستراتيجية الأمنية الجديدة التي سطرته الدولة الجزائرية في إطار مكافحة الإرهاب بمنطقة القبائل، خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها قائد أركان الجيش الوطني الشعبي السيد ڤايد أحمد صالح إلى ولاية تيزي وزو، الذي ألح على ضرورة تضافر الجهود بين قوات الأمن والجيش لمكافحة ومحاربة الإرهاب.