باشرت قوات الجيش الوطني الشعبي منذ ليلة أول أمس في عملية تمشيط واسعة النطاق، شملت غابات ومرتفاعات منطقة سيدي علي بوناب التابعة إداريا لدائرة ذراع بن خدة، والواقعة غرب مدينة تيزي وزو وعلى بعد حوالي 25 كلم عن مقر عاصمة جرجرة. وحسب مصادر أمنية موثوقة فإن العملية العسكرية جاءت بعد المعلومات التي وردت لدى قوات الجيش الوطني الشعبي مفادها وجود تحركات مشبوهة لعناصر إرهابية مسلحة تنشط بهذه المنطقة التي تعتبر أحد المعاقل والمواقع الاستراتيجية الهامة والحساسة بالنسبة للجماعات الإرهابية المسلحة النشطة بمنطقة القبائل تحت لواء الجماعة السلفية لدعوة والقتال. وقد ساعدها في نشاطها الإرهابي هذا كثافة غطائها النباتي وتضاريسها الجبلية الصعبة التي سهلت من نشاط الإرهابيين بها، فضلا عن ذلك فهي تعتبر نقطة عبور هامة لوقوعها على مستوى الشريط لغابي الحدودي الفاصل بين ولايتي تيزي وزو وبومرداس، للعلم فإن قوات الجيش الوطني الشعبي جندت لهذه العملية العسكرية، عتادا حربيا ضخما، يتمثل في الطائرات المروحية من نوع الهيليكوبتر التي كانت تجوب سماء المنطقة وضواحيها، وكانت تقصف بالقنابل الجوية على مستوى المواقع الحساسة التي يشتبه أن تكون قد حولت إلى مخابئ ومعاقل للإرهاب، كما جند لهذه العملية الضخمة عددا هائلا من لبجنود، والمشاة الذين توغلوا في قلب الغابات والمسالك الغابية الصعبة لتطبيق الخناق، وتشديد في وجه الإرهابيين لمنعهم من التسرب إلى المناطق المجاورة. كما تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية العسكرية جاءت بعد أيام قليلة من زيارة الفريق قايد أحمد صالح قائد أركان الجيش الوطني الشعبي إلى ولاية تيزي وزو، أين حث على ضرورة التنسيق بين، مختلف القوات الأمنية، وقوات الجيش الوطني الشعبي لتطبيق الاستراتيجية الأمنية الجديدة التي سطرتها الدولة والرامية إلى القضاء على بقايا الإرهاب المبعثرين بمنطقة القبائل.