فشل المنتخب الإيفواري، وصيف بطل النسخة قبل الأخيرة ورابع النسخة الأخيرة، في الصعود إلى منصة التتويج في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم للمرة الثالثة على التوالي بخروجه من الدور ربع النهائي على يد نظيره الجزائري 2-3 بعد التمديد(الوقت الأصلي 2-2). ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع خروج المنتخب الإيفواري، بطل عام 1992، من ربع النهائي نظرا إلى تشكيلته المتكاملة والمتجانسة والتي تضم نجوما من أشهر لاعبي القارة السمراء من طينة القائد ديدييه دروغبا هداف تشلسي الإنجليزي وزمليه في الفريق اللندني سالومون كالو ولاعب وسط برشلونة الإسباني يايا توريه صاحب السداسية التاريخية مع النادي الكاتالوني العام الماضي (الدوري والكأس والكأس السوبر المحلية ومسابقة دوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الأوروبية ومونديال الأندية) وشقيقه مدافع مانشستر سيتي الإنجليزي حبيب كولو توريه وزميله السابق في النادي اللندني ايمانويل ايبويه ومهاجم ليل الفرنسي ياو كواسي جيرفيه الملقب بجيرفينيو ومهاجم مرسيليا الفرنسي ارونا كونيه. بيد أن كل هؤلاء النجوم لم يسعفوا المنتخب الإيفواري في فك العقدة التي لازمته في النهائيات القارية في النسخ الثلاث الأخيرة. ويبدو وكأن فشل "الفيلة" بات اختصاصا عربيا، ففي عام 2006 حرمت مصر الكوت ديفوار من التتويج بالفوز عليها بركلات الترجيح علما بأنها تغلبت عليها 3-1 في الدور الأول، وفي غانا 2008، مني الفيلة بخسارة مذلة أمام الفراعنة أيضا 1-4، وفي النسخة الحالية قدم المنتخب الجزائري أفضل عروضه وتغل; عليهم 3-2 بعد التمديد. وهي المرة الثانية التي تفشل فيها الكوت ديفوار في تخطي ربع النهائي بعد الأولى عام 1998 في بوركينا فاسو، وهي التي حلت ثالثة أعوام 1965 و1968 و1986 و1994، ورابعة عام 1970. وبدت خيبة الأمل كبيرة على لاعبي المنتخب الايفواري بعد الخسارة لأنهم أهدروا فرصة ذهبية للمرة الثالثة على التوالي لإحراز اللقب الثاني في تاريخهم خصوصا بعد العرض الرائع الذي قدموه أمام غانا والفوز عليها 3-1، فرشحه الجميع لبلوغ المباراة النهائية على الأقل بيد أن الرياح جرت بما لا يشتهي الإيفواريون فاصطدموا برغبة جامحة لدى الجزائر لإسكات منتقديها وتأكيد أحقيتها بالتأهل إلى المونديال بعد العروض المتذبذبة في الدور الأول. وقال دروغبا الذي خاض مباراته الأخيرة في الكأس القارية "أنها مأساة بالنظر إلى النتيجة التي هزمنا بها وكذلك الطريقة التي لعبنا فيها، وخيبة أمل كبيرة لأننا كنا نتطلع إلى الفوز باللقب لمداواة جراح الشعب الايفواري"، مضيفا "كل المؤشرات كانت تدل على أننا سنعوض فشلنا في النسختين الأخيرتين لكن الجزائر فعلتها هذه المرة". وأضاف "لا أدري ماذا حصل، بدأنا المباراة بطريقة جيدة وافتتحنا التسجيل مبكرا، كما أننا كنا على بعد دقيقة واحدة من حسم النتيجة في صالحنا 2-1، لكننا أرغمنا على التعادل، كل شيء كان ضدنا حتى الحكم ألغى لنا هدفا صحيحا بداعي التسلل. فكيف سنفوز؟" في إشارة إلى الهدف الملغى في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع في الشوط الإضافي الثاني. وتابع "أحيانا نحتاج إلى نسبة قليلة من الحظ لحسم الأمور، لكننا اليوم لم نكن محظوظين"، موضحا "لا أعرف متى سننجح في إحراز اللقب، أتمنى أن يتم ذلك في النهائيات المقبلة". من جانبه، قال يايا توريه "واجهنا خصما عنيدا وحائطا دفاعيا صعب الاختراق، فكلما تخلصت من لاعب وجدت لاعبا آخر أو إثنين، لم نكن في يومنا والمنتخب الجزائري استغل الموقف وحقق الفوز". وتابع "أعتقد بأن عزيمة وتركيز الجزائر كانا أقوى منا، كان يجب أن نخوض المباراة بتركيز كبير، أتمنى أن نعوض في النسخة المقبلة". واكتفى شقيقه كولو توريه بالقول"لا أعرف إلى متى ستستمر هذه العقدة؟". في المقابل، قال مدرب الكوت ديفوار البوسني الأصل الفرنسي الجنسية وحيد خليلودزيتش "بالتأكيد أنها خيبة أمل كبيرة، لم نلعب جيدا ونحن مرغمون على تهنئة المنتخب الجزائري، لاعبو فريقي كانوا منهكين خصوصا في خط الدفاع ولا أعرف السبب، بعضهم كان يرغب في التبديل". وأضاف "تقدمنا 2-1 قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة واستقبلت شباكنا هدف التعادل، فريق كبير مثل الكوت ديفوار من المفروض ألا يحصل معه ذلك، سنحت لنا فرص عدة لحسم المباراة لكننا للأسف لم نتمكن من ذلك وهذا ما يؤثر في اللاعبين كثيرا لأن الفوز كان في المتناول". وتابع "جئنا إلى أنغولا بآمال كبيرة لتحقيق اللقب لكننا فشلنا وأقدم اعتذاري للشعب الإيفواري الذي وثق في قدراتنا كثيرا"،وختم قائلا: "يتعين على كل واحد تحمل المسؤولية وأنا في مقدمتهم".