تطرقت وسائل الإعلام العربية والغربية خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلى احتمال وقوع حرب ضد حزب الله في لبنان من قبل إسرائيل، التي لمحت مؤخرا من خلال تهديداتها وكذا مناوراتها العسكرية. حيث ذكرت تقارير إعلامية أن هذه الحرب ستصل إلى سوريا لا سيما بعد تهديدات وزير خارجية إسرائيل أفغيدور ليبرمان بشن حرب على سوريا والأكثر من هذا تطاوله على حكومة الأسد بالقضاء عليها. إلا أن نتنياهو اعتبر أن بلاده تنوي إبرام سلام مع دمشق ولن تدخل معها في حرب . وأفادت وسائل الاعلام أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما، لن يمنع إسرائيل من القيام بأي عمل عسكري ضد حزب الله، حيث لمح عدة مرات أن إسرائيل من حقها حماية أمنها، في إشارة واضحة إلى إمكانية لجوء الدولة العبرية إلى الخيار العسكري واستهدافها دول الجوار. ناهيك عن ً تصريحات لكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين التي تهدد وتتوعد وتنذر بأنه في حال نشوب أي حرب فإن الجيش الإسرائيلي سيعتبر كل لبنان هدفاً عسكرياً له، فيما يذهب البعض إلى حد تهديد سوريا والتلميح بأنها ستكون ساحة حرب، تحت ذريعة منعها من امداد مقاتلي حزب الله بالصواريخ والسلاح في حال نشوب الحرب المقبلة. كما نقلت وسائل الإعلام يومياً، عن مناورات تقوم بها إسرائيل وعن توزيعها أقنعة ضد الغازات السامة وعن استحداث شبكات صواريخ باتريوت مضادة لصواريخ حزب الله وعن التدريبات العسكرية التي تقوم بها. إلا أن محللين سياسين يرون أن إسرائيل لا يمكنها شن أي حرب قريبة على لبنان، لأن هذه الحرب ستكون أقسى من سابقتها عام 2006 حيث أكد حزب الله أن لديه مفاجآت كثيرة لإسرائيل. ممثلة في امتلاك حزب الله صواريخ مضادة للطائرات، وتجهيزه فرق عسكرية لاقتحام المستعمرات الإسرائيلية، إلى جانب امتلاكه صواريخ يصل مداها حتى قلب تل أبيب . ودخلت سوريا، مؤخراً على خط المواجهة الإعلامية حيث صرح وزير خارجيتها وليد المعلم بأن بلاده ستدخل الحرب في حال تم استهداف حزب الله أوحركة حماس أو أي منطقة سورية مضيفا أن احتمال نشوب حرب قريبة في المنطة بعيدة جدا وأن كل ما يقال يدخل في خانة التهويل الإعلامي. مشيرا إلى أن التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على سوريا، تهدف إلى محاولة جر دمشق للقبول بمفاوضات مباشرة مع تل ابيب دون شروط مسبقة، وهوما ردت عليه سوريا بالرفض، مؤكدة أنه لا مفاوضات دون إعادة الجولان وأن دمشق ليست ضعيفة والتهديد بالحرب يرد عليه بالمثل . ويرى المراقبون أن التهديد الإسرائيلي بالحرب ضد دول الجوار، يهدف إلى إيصال رسالة إلى إيران لصدها من تطوير ملفها النووي، وإلا سيستهدف كل من حزب الله وحركة حماس، لأن استهداف إيران مباشرة يعني إدخال منطقة الشرق الأوسط في حرب من غير الممكن تقدير حجم خسائرها ولا تداعياتها ولا فترة محددة لنهايتها، وهوما تخشاه إسرائيل، لذلك فإن صقور إسرائيل لا يجيدون إلا قرع طبول الحرب .