تشهد بورصة أسعار اللحوم ارتفاعا جنونينا ومعها الخضر والفواكه، وهو ما يلمسه الزبون بمحلات القصابة التي تعرض الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف الطازج ما بين1100دج و 900 دينار، في حين فاق سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج 240 دينار. 2008 اتخذت الدولة قرارا يمنع استيراد لحوم الخراف المجمدة، قرار بقدر ما كان نعمة على الموالين كان نقمة على جيوب المواطنين، حيث تخطى سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف الطازج 800 دينار ولمعرفة أسباب ارتفاع أسعار اللحوم خاصة الحمراء منها، أردنا أن نستقصي الوضع من مصدرها الرئيسي ونقصد بذلك أسواق الماشية، فقادتنا جولتنا نحو سوق الماشية الوحيد بورڤلة، حيث عاينا عن قرب أسعار الماشية المعدة للذبح وعن أسباب هذا الارتفاع يقول أحد الموالين (الجاج - ب) المؤجر للمذبح البلدي الذي صادفناه بالسوق بأن سوق الماشية لا يخضع لأي قانون بل تتحكم فيه عوامل مختلفة، ومن أهمها أسعار الأعلاف التي أدى ارتفاعها إلى ارتفاع أسعار الماشية خاصة المعدة للذبح، مضيفا بأن سعر الكيلوغرام الواحد من الشعير أصبح يفوق 3000 دينار، في حين يقدر سعر الكيلوغرام من النخالة 1000 دينار، أما أسعار التبن بنوعيه فتتراوح ما بين 150 دج و250 دج للحزمة الواحدة، واللافت أن أسواق الماشية في الجزائر قد أصبحت مرتعا للسمسرة والمضاربة وبات الغلاء على كل لسان مرتاديها، وإن كانت مقتصرة على عيد الأضحى، بل صارت الظاهرة سائدة طوال السنة وذلك بفعل عدم وجود قوانين أو نظم تحكم مثل هذه الأسواق، فبورصة أسعار المواشي أصبحت لا تقلّ عن 18 ألف دينار للخروف العادي، أما الخروف الجيد لا ينزل ثمنه عن 25 ألف دينار، ليصل عند أجود الكباش من 40 ألف دينار إلى 200 ألف دينار، وقد يزيد على ذلك، وبعملية حسابية بسيطة نجد أن سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم يتجاوز 900 دينار، وهو ما يعادل الراتب اليومي الذي يتقاضاه الموظف البسيط، وبدورها تعرف أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا كبيرا، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 240 ديناا، في حين بلغ سعرها لدى المربيين 190 دينار. وعن أسباب هذا الارتفاع تحدث المربون عن عراقيل وصعوبات جمة تقف حجرة عثرة في سبيل تطوير الإنتاج والرفع من المردودية، وهي تعود بالأساس إلى ارتفاع التكلفة الغذائية لمادة أعلاف الدواجن وندرتها والتي قفزت حسب تأكيداتهم، من 2800 دينار للقنطار الواحد قبل سنتين، لتصل في حدود 3500 دينار للقنطار هذه الأيام.