لا أحد منا ينكر أو يجهل أن المرأة هي كل شيء في حياتنا... فهي الأم والأخت وهي الزوجة والمتكأ الوحيد للرجل في أغلب مصاعب الحياة. وأكثر من ذلك، هي أساس لكل ما يقوم به الرجل من أعمال ناجحة في شتى الميادين مصداقا للمقولة الشهيرة "وراء كل رجل عظيم امرأة"، ولو سأل كل رجل نفسه لماذا أنا أعمل وأشقى طوال النهار؟ ولماذا كل هذا التعب والكفاح والإبتعاد عن الأهل والأحباب.. وهذه المعاناة التي نتحمّلها؟ فبدون شك سيجد الجواب على سؤاله واحد لا يتغير بتغير مركزه الإجتماعي أو مستواه المعيشي، وهو أن المرأة هي الدافع الوحيد لذلك، ولو لم تكن المرأة في حياة الرجل لما استطاع أن يخطو خطوة واحدة إلى الأمام.. ووجود المرأة في عالم الرجل لابد منه، فهي المحرك الأساسي له ومهما حاول الرجل أن يتجاهلها، فإنه في الحقيقة واقع في أسرها ومستسلما لهذا المخلوق الذي أمضت ووقعت عليه اليد الإلهية العظيمة بخطوط الفتنة والسحر... ولا مفر للرجل مهما حاول الإنفلات من هذه الجاذبية المدهشة.. فما أدهشك وما أعظمك أيتها المرأة. 8 مارس... محطات وذكريات... ومناسبة ثورية واقعية ولا شك أن تاريخ الثامن من مارس أصبح ذكرى غالية وعزيزة على قلب ووجدان كل امرأة في هذا العالم، لأنها في هذا اليوم تلقى الكثير من الاهتمام والإحترام والتكريم وتنال الحظ الوافر من التقدير والعرفان على الخدمات الجليلة التي تقدمها في كل مجالات الحياة المختلفة، والأكيد أنه مهما كرمت المرأة وتبوأت من مكانة، فإنها سوف لن تحظى بما هو أرقى وأقدس مما خصها به الإسلام العظيم الذي منحها مكانة عملاقة مميزة لن تجدها في أي مكان في العالم. وحسب ما قرأناه في مختلف الكتب والأرشيفات، فإن اليوم العالمي للمرأة (8 مارس) ارتبط بتاريخ 8 مارس 1857 بالولايات المتحدةالأمريكية، وذلك على إثر المظاهرات التي قامت بها عاملات النسيج احتجاجا على ظروف عملهن، وفي 8 مارس 1908 قامت حوالي 15 ألف عاملة بالمشي مسافة طويلة للمطالبة بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل. وفي عام 1909، شارك ما يقارب 30 ألف عاملة في إضراب عام دام 15 أسبوعا، وكان مطلبهن هو تحسين ظروف العمل وزيادة الأجور. أما الإعلان الرسمي عن اليوم العالمي للمرأة، كان في 8 مارس 1913 وبقي هذا التاريخ إلى يومنا هذا رمزا لعطاء وكفاح المرأة أينما كانت، وذلك حسب الذين ابتدعوا هذه المحطة التاريخية. المرأة الجلفاوية.. نضال طويل.. وعطاء مستمر جهاد وتضحية المرأة الجلفاوية أثناء ثورة نوفمبر الخالدة، لم يقتصر فقط على إعداد الأكل والسهر على تلبية متطلبات رجالات الثورة، بل الأمر تعدى ذلك بكثير، فقد خلدت المرأة الجلفاوية إسمها بأحرف من ذهب بفضل إخلاصها وإيمانها كالمجاهدة المسعدية الكبيرة بن فناشة الزهرة، وغيرها من اللائي صنعن التاريخ المشرّف لجهاد المرأة الجلفاوية ومن حق النساء الجلفاويات الحاليات أن يفتخرن بما حققنه من إنجازات ومكاسب، فأصبحنا معلمات.. ممرضات.. طبيبات.. محاميات.. وموظفات، لأنهن يملكن الحظ الكبير في الحياة عكس أسلافهن اللواتي كن يكافحن ضد الاحتلال وداخل العائلة، حيث لم يكن للمرأة في السابق حق في مواصلة التعليم والدراسة. وبمجرد حصولهن على الشهادة الإبتدائية، يتوقفن عن مزاولة الدراسة، لذلك على النساء الجلفاويات أن يسرن وفق خطوات أسلافهن المجاهدات المبنية على الشجاعة والثقة بالنفس وأن يجعلن المجاهدة بن فتاشة الزهرة قدوة لهن.