أكد وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى، أول أمس، بتبسة على أهمية العمل الخيري الفردي والجماعي في مساعدة الفئات المعوزة والفقيرة والهشة خاصة خلال شهر رمضان الفضيل. وأبرز الوزير في الكلمة التي ألقاها في افتتاح يوم دراسي حول “أهمية العمل الخيري في تماسك المجتمع” –بدار الثقافة محمد الشبوكي بمناسبة زيارة عمل و تفقد قام بها إلى هذه الولاية– “ضرورة الرجوع والتمسك بالقيم النبيلة المتأصلة في المجتمع الجزائري” و التي اندثرت في وقت ما لكنها عادت لتظهر من جديد في السنوات الأخيرة التي عرفت –كما قال– تزايد نشاط الجمعيات الخيرية ومجالس سبل الخيرات عبر كامل ولايات الوطن. وثمن عيسى تنظيم هذا اللقاء الذي بادر إليه مجلس “سبل الخيرات” التابع لمديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية تبسة كونه يرمي –كما قال– إلى “نشر ثقافة الاجتماع والالتقاء من أجل التكفل بالفقراء واليتامى خاصة خلال شهر رمضان” من خلال الهبات والوقفات الخيرية التي يقوم بها أهل البر والإحسان. وأكد الوزير أيضا على ضرورة إشراك كافة الأطراف والهيئات ومختلف شرائح المجتمع المدني في مثل هذه الحملات الخيرية “لمد جسور التضامن واسترجاع روح التطوع التي تميز بها المجتمع الجزائري.” وأشار عيسى في هذا السياق إلى أن ذلك يتطلب وضع خطة عمل محكمة تشرف عليها لجنة مختصة، مضيفا من جهة أخرى أن دائرته الوزارية تعمل على إحصاء الممتلكات والأوقاف الدينية الفلاحية و العقارية بعد موافقة الحكومة على دفتر شروط استغلالها لبناء مختلف المرافق العمومية, على غرار المدارس و المساجد والمؤسسات الاستشفائية والسكنات خدمة للمواطن والصالح العام. وتهدف هذه الخطوة –يضيف الوزير– إلى تخفيض عبء النفقات على الدولة ودعم خزينة الدولة بالهبات والنفقات التي يقدمها المحسنون و رجال الأعمال. وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف قد استهل زيارة العمل والتفقد إلى ولاية تبسة بمعاينة مشروع المسجد الكبير “الشيخ العربي التبسي” بعاصمة الولاية والذي اعتبره “صرحا دينيا“. وحسب الشروحات المقدمة بعين المكان فإن مشروع هذا المسجد تطلب تمويلا بقيمة 1,87 مليار د.ج و يحتل مساحة إجمالية تفوق 18 ألف متر مربع و هو مصمم لكي يتسع لأزيد من 11 ألف مصلي. واستنادا لما ورد في الشروحات من المرتقب تدشين هذا الصرح الديني في 5 يوليو المقبل تزامنا مع إحياء عيد الاستقلال، حيث فاقت نسبة تقدم أشغال إنجازه ال 90 بالمائة ولم تبق سوى أشغال التهيئة الخارجية واللمسات الأخيرة للمنارات الأربع. وصرح عيسى بأن هذا المسجد سيساهم في تكوين الأئمة والمرشدين الدينيين من داخل وخارج الوطن، مشيرا كذلك إلى أن جامعة تبسة تملك من المنشآت العلمية ما يمكنها من استحداث شعبة العلوم الشرعية. وفي ختام زيارته إلى هذه الولاية أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف ببلدية الونزة (70 كلم شمال تبسة) على تدشين مسجد “الشيخ الحسين مخازنية” حيث كرم عددا من حفظة القرآن الكريم.