يعيش السكان القاطنون بالبنايات الهشة والقديمة بالولاية حالة من الخوف والذعر مع حلول فصل كل شتاء، وذلك بسبب ماتحدثه الأمطار من تشققات وانهيارات في أجزاء مختلفة من سكناتهم، مما يصبح ينذر بوقوعها في أي لحظة على رؤوس عائلاتهم،وهي المساكن التي لطالما أرقت ساكنيها .خاصة مع الاضطرابات الجوية الأخيرة والمصحوبة برياح فاقت شدتها 90 كلم في الساعة. وقد أقدم مواطنون يقطنون بحي القصبة بسيدي الهواري العتيق مساء امس على غلق الطريق بسبب انهيار منزل مما ادى الى إصابة شخص بجروح. و لم يخفي سكان البنايات الآيلة للسقوط بسيدي الهواري خوفهم الشديد من سقوط سكناتهم على رؤوسهم خلال فصل الشتاء المقبل، مؤكدين أنه كثيرا ما كانوا يقضون الليالي في الشارع خلال الفصل الممطر خوفا من الموت تحت الردم ، حيث أكدوا أنهم تلقوا وعودا بالترحيل من طرف الولاة السابقين، إلا أنه بقيت مجرد وعود لم تتحقق، مطالبين بالتفاتة من والي وهران مسعود جاري للنظر في أوضاعهم السكنية الكارثية و إيجاد حلّ لهم. وأكد سكان هذه العمارات والمصنفة في الخانة الحمراء، انها لم تعد صالحة للسكن، و مصنفة في الخانة الحمراء وهم في خطر محدق يتربص بهم ، و أنهم مهددون بالموت تحت الردم و أنقاض البناية كلما حلّ فصل الشتاء أين تتساقط الأمطار التي تتسرب إلى غرفهم و تزيد من هشاشة الأسقف و الجدران ، ناهيك عن الرطوبة المفرطة التي تسبب في انتشار الأمراض الصدرية و التنفسية وسط السكان و خاصة الأطفال وكبار السن. وطالبوا بترحيلهم إلى سكنات لائقة، حيث أبدوا تخوفهم من حدوث الكارثة. كما يشكو قاطنو حي الدرب العتيق، إقصاء عديد العائلات من الترحيل إلى سكنات لائقة، وصمت الوصاية، رغم سلسلة الإدارية التي ظلّت حبيسة أدراج المصالح البلدية والولائية، وأكد قاطنو حي الدرب على خطورة المباني الهشة التي يقطنونها بفعل تعرضها للانهيار نتيجة المؤثرات المناخية خصوصا في فصل الشتاء. حيث تعود سكنات حي الدرب العتيق للحقبة ما قبل الاستعمارية، وهو ما يفسر الوضعية الكارثية التي آلت إليها هذه السكنات. هي معاناة سكان أقدم أحياء بوهران، لم تشفع مراسلاتهم العديدة ومحاولاتهم المتعددة لاسماع صوتهم للجهات الوصية بعد خطر الموت تحت الأنقاض الذي أضحى يهددهم. كما يعيش مواطنون بأحياء أخرى على غرار حي المدينة الجديدة، سانت أنطوان، سان بيار، وميرامار و شارع حمو مختار بالمقري و قمبيطة نفس الخطر، وتحت أسقف مساكن مهددة بالانهيار المفاجئ في أية لحظة. وتحتضن هذه الأحياء العتيقة النسبة الأكبر من المساكن التي تعاني من الهشاشة، حيث تعود المساكن الآيلة للسقوط بها إلى الحقبة الاستعمارية، وتحولت هذه المباني القديمة إلى خطر يحدق بالسكان ومعضلة تؤرق السلطات في الوقت نفسه؛ كونها شكلت واجهات إحدى المدن الكبرى. بيد أن بعضاً منها افتقد القدرة على مقاومة الإهمال، وبات الحل في إخضاعها لعملية ترميم قد تحميها من السقوط في انتظار حلول أخرى.