بعد معاناة من الجفاف والعطش التي ضربت سكان العديد من الأحياء ببلدية تنيرة جنوب ولاية سيدي بلعباس، على غرار حي 100 و80 مسكن منذ أكثر من 10 أيام دون تقديم توضيحات من طرف الجزائرية للمياه عن سبب تلك الوضعية المتأزمة والمستمرة لهذا الانقطاع الذي أثار حفيظتهم وامتعاضهم من هذا التسيير العشوائي، اشتكى سكان الحي مرة أخرى بعد تزوّد حنفياتهم بالماء الشروب من رداءة نوعية المياه، من حيث لونها المتغيّر وطعمها غير المستساغ، إلى جانب احتوائها على شوائب جعلتها غير صالحة تماما للاستهلاك اليومي، مما اضطر المواطنين إلى البحث عن مصادر أخرى لسد حاجياتهم. وحسب سكان الحي الذي قدموا شكواهم ليومية "الوطني"، عبّروا من خلالها عن تخوفهم على صحتهم، لاسيما بعد أن أصبح ماء حنفياتهم ذو لون أحمر ومختلطا بالأتربة، كما اشتكوا أيضا من الرائحة الكريهة التي تنبعث من المياه، التي أصبحت ذات ذوق مرّ وغير قابلة للاستهلاك، ضاربة هذه المادة الحيوية عرض الحائط، المقولة المتعارف عليها أن الماء لا لون له ولا ذوق ورائحة. كما أضاف السكان، بأن الماء الذي يصلهم لا يصلح حتى لغسيل الملابس أو بالأحرى لا يستعمل حتى في المراحيض، متسائلين في نفس الوقت على من يقع اللوم ومن يراقب ويحاسب وإلى متى هذا الاستهزاء بحياة المواطن وما فائدة هذا الماء وهم لا يستعملونه بالرغم من أنهم يدفعون فاتورته كل شهر. مشكل تلوث المياه دفع سكان الأحياء للاستغناء عنه، ليتوجهوا إلى اقتناء الصهاريج المتنقلة بمبالغ مالية معتبرة أثقلت جيوبهم، كما اضطر آخرون إلى اقتناء مياه الشرب المعدنية خوفا على صحتهم. وفي سياق ذي صلة، طالب سكان حي المالح ببلدية تنيرة من السلطات المحلية، بضرورة التدخل العاجل وإيجاد حل لمشكلتهم التي أرقتهم في الآونة الأخيرة، والمتعلقة بالندرة الكبيرة في المياه الصالحة للشرب التي غابت عن حنفياتهم لمدة 20 يوما، مشيرين إلى أن حاجاتهم الماسة للمياه الشروب تزداد يوما بعد يوم خاصة في ظل غلاء الصهاريج التي يقومون باستئجارها لنقل المياه لهم بأثمان مختلفة هم في غنى عنها، خاصة في ظل جائحة كورونا. سكان الحي قدموا شكاوى عديدة لرئيس مصلحة المياه وللجهات المعنية ولم يهتموا لأمرهم، الشيء الذي أجبرهم للعودة إلى أساليب العصر الحجري أين أرقهم العطش، حيث يضطرون في ظل غياب هذه المادة لاستعمال الطرق التقليدية في الحصول على المياه عن طريق الأحمرة، ومنهم من يعتمد على جلب المياه بمركبته الخاصة في ظل اهتراء الطرق وتآكلها، ما يتسبب أيضا في إتلاف مركباتهم وتعريضها لمختلف أنواع الأعطاب. وعليه طالب السكان من والي الولاية، بالتدخل من أجل إجبار الجزائرية المياه بالإسراع في إصلاح العطب المتواجد بالمضخة .