تسجّل سنويا عشرات الوفيات بسبب الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون القاتل، حيث أحصت المديرية العام للحماية المدنية منذ بداية السنة، أزيد من 200 قتيل، حيث تسبّب في هلاك عائلات بأكملها، بعدما كانت التسمّمات بالغاز تقتصر على فرد أو فردين. وسجلت مختلف وحدات الحماية المدنية عبر فروعها بمختلف ولايات الوطن منذ بداية فصل الخريف، ارتفاعا في عدد التسمّمات العائلية بالغاز المحترق والتي كان آخرها هلاك عائلة في ولاية البليدة وتحديدا في مدينة بوفاريك، حيث توفي الأب والأم وأبناؤهم الثلاثة. وتؤكد مصالح الحماية المدنية، أن التقيّد بالتدابير الوقائية، خاصة ما يتعلّق بالتهوية، كفيل بالحد من هذه الظاهرة. ومع كلّ بداية موسم الشتاء، تشرع كل من المدفأة وما يسمى ب"الطابونة" وسخان الماء، في اصطياد ضحاياها في غفلة منهم، سعيا وراء التدفئة. وتحذّر ذات المصالح من بعض الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون، وتسبّب لهم في وقوع التسمّمات، من بينها: "استعمال أجهزة التدفئة التي لا تحوي على أنبوب إخراج الغازات المحروقة، في غياب التهوية الجيّدة، استخدام السخان في الحمام الذي لا يحتوي على أنبوب التخلّص من الغاز المحروق، إلى جانب أنبوب الطابونة الذي عادة ما تغفل عن تغييره أغلب العائلات، بل ولا تعلم أصلا بأن الأنبوب له مدة صلاحية، ويحتاج لأن يغيّر بسبب ضعف الثقافة الاستهلاكية"، وفضلا عن ذلك، إدخال الطابونة إلى الحمام لتسخين الماء، لاسيما إن كان الحمام لا يحوي على نافذة للتهوية، الأمر الذي يجعل الغاز المحروق لا يخرج". موضحا في نفس السياق، أن هذه هي، في العموم الحالات، الشائعة التي عادة ما تتكرّر بعد تسجيل الحوادث التي تتدخل فيها مصالح الحماية المدنية. كما تنصح بأهمية التهوية في موسم البرد، وحسبه، فإن كل الأماكن التي تحوي على مسخنات أو أجهزة تدفئة، لابد أن تقابلها لزاما مصادر للتهوية، حيث أن 10 بالمائة من أول أكسيد الكربون المتسرّب يؤدي إلى الوفاة الفورية، وتدعو كذلك إلى تجنب اقتناء أجهزة التدفئة القديمة أو المستعملة، لاحتمال أن تكون فيها بعض الأعطاب التي قد تسبب لهم اختناقا بالغاز المحروق. ومن أهم الممارسات الخاطئة كذلك، استخدام المدافئ وضع المدفأة داخل الحمام أثناء عملية الاستحمام مما يؤدي إلى زيادة نسبة الغازات السامة والخانقة الناتجة عن عملية الاحتراق وترك المدفأة مشتعلة أثناء النوم سبباً مهماً لحدوث عملية الاختناق. كما أن المدافئ التي تعمل على الغاز، لها دور كبير في عمليات الاختناق، حيث أن عدم تفقد الخرطوم الواصل ما بين الأسطوانة والمدفأة كل فترة من الوقت واستبدال الجلدة مانعة التسرّب مع استبدال كل أسطوانة والتأكّد من صلاحية الصمام الرئيسي ووضعها في غرف جيّدة التهوية هو سبب المشكل. كما أن تركيب سخانات الغاز داخل الحمام أو في الأماكن المغلقة داخل المنزل يؤدي إلى عملية الاختناق بسبب إمكانية تسرّب الغاز الخانق، ما يؤدي إلى وفاة الأشخاص المتواجدين هناك أثناء عملية الاستحمام.