رغم المراسلات للجهات المعنية لا يزال سكان أحياء بلدية تنيرة جنوب عاصمة ولاية سيدي بلعباس يعانون من أزمة انعدام المياه الصالحة للشرب منذ عدة شهور، ومن رداءة نوعية المياه عندما يتم تزويدهم بهذه المادة الأساسية، فبالرغم من الشكاوى المتعددة التي تقدم بها هؤلاء السكان للمصالح المعنية، منها الجزائرية للمياه وغيرها ذات الصلة بالموضوع، إلا أن واقعهم المزري لم يتغير، ولم يجدوا آذان صاغية لهم، وفي ظل هذا التهميش واللامبالاة المسلط عليهم، وجد سكان البلدية أنفسهم مجبرون على اللجوء إلى الطرق البدائية من أجل التزود بالمياه وذلك من خلال التنقل إلى المنابع الطبيعية لتعبئة القارورات والدلاء، على أمل تتكرم عليهم مؤسسة المياه وتنهي معاناتهم ولو لبضعة ساعات. وفي ذات السياق صرح لنا أحد المواطنين بالبلدية قائلا " إن ماء الحنفية منعدم منذ عدة أيام بأغلبية أحياء بلدية تنيرة ولما يأتي يكون بهذا الشكل من حيث لونه المتغير وطعمه غير المستساغ"، إلى جانب احتوائه على شوائب جعلته غير صالح تماما للإستهلاك اليومي، مما جعلهم إلى البحث عن مصادر أخرى لسد حاجياتهم. وعبر سكان المنطقة عن تخوفهم على صحتهم لاسيما بعد أن أصبح ماء حنفياتهم ذو لون أحمر و مختلطا بالاتربة كما اشتكوا أيضا من الرائحة الكريهة التي تنبعث من المياه، التي أصبحت ذات ذوق مر وغير قابلة للاستهلاك، ضاربة هذه المادة الحيوية عرض الحائط، المقولة المتعارف عليها أن الماء لا لون له ولا ذوق ورائحة، كما اضاف السكان بأن الماء الذي يصلهم لا يصلح حتى لغسيل الملابس أو بالأحرى لا يستعمل حتى في المراحيض متسائلين في نفس الوقت على من يقع اللوم، ومن يراقب و يحاسب و إلى متى هذا الإستهزاء بحياة المواطن و ما فائدة هذا الماء، وهم لا يستعملونه بالرغم من انهم يدفعون فاتورته كل شهر، مشكل تلوث المياه دفع سكان الأحياء للاستغناء عنه، ليتوجهوا إلى اقتناء الصهاريج المتنقلة بمبالغ مالية معتبرة اثقلت جيوبهم، كما اضطر آخرين إلى اقتناء مياه الشرب المعدنية خوفا على صحتهم. وفي الأخير دعا سكان بلدية تنيرة السلطات المحلية بالتدخل لإيجاد حل لهذا المشكل الذي أصبح يلازمهم منذ عدة شهور، بالرغم من مراسلة الجزائرية للمياه أكثر من مرة بالإسراع في إصلاح العطب المتواجد بالمضخة ولكن دون جدوى ولا حياة لمن تنادي.