حلم سكان حي النجمة المعروف ب "شطيبو" التابع إداريا الى بلدية سيدي الشحمي بولاية وهران في الدخول الى عالم التنمية وتوديع سياسة التهميش والاقصاء والعزلة يتبخر، لاسيما بعد فشل الجهات المعنية في إنجاح المشاريع التنموية التي استفاد منها الحي. وبعد خوض عراك طويل المدى مع سياسة العزلة والتهميش، سطع نور التنمية بعد برمجة العديد من المشاريع الجوارية، وفي مقدمتها مشروع تزويد سكان حي "شطيبو" بشبكة المياه الشروب، الى جانب مشروع تزويد هؤلاء القاطنين بغاز المدينة وتوصيل جميع السكنات بهذه المادة الطاقوية، ضف الى ذلك مشروع انجاز قنوات الصرف الصحي، وهنا يكمن الاشكال الكبير، حيث استفاد الحي المذكور آنفا من مشروع انجاز قنوات الصرف الصحي التي كان الحي يفتقر اليها، لكن وبعد اقتراب الانتهاء من المشروع، أخطا عمال البلدية في انجاز هذه القنوات التي لم تكن حسب المعايير والشروط المعمول بها، وهو الأمر الذي أدى الى إعادة انجاز قنوات الصرف الصحي بالحي المذكور، وذلك بعد أيام معدودة من إنجازها، حيث يرجع سبب ذلك الى الخطأ الفادح في تركيب قنوات الصرف الصحي، مع العلم أن هذه القنوات لم تكن تصرف المياه وانما كانت هذه المياه تتجمع وتعود لتغمر مساكن القاطنين، وهو الأمر الذي دفع بالعمال الى إعادة حفر الطرقات وإعادة تركيب قنوات الصرف الصحي، مضيعين بذلك جهدا ووقتا الى جانب أموال كثيرة، بسبب اعطاب يجدر بها ان لا تكون، خاصة وان هؤلاء العمال متعودون على هذا العمل، حيث لا تزال الأشغال قائمة لحد الساعة. سكان حي النجمة يخرجون عن صمتهم أثار مشكل الخطأ في تركيب قنوات الصرف الصحي بحي النجمة "شطيبو"، سخط وغضب سكان الحي، الذين قد أحبطت آمالهم بعد أن كانوا يترقبون انتهاء هذه المشاريع التنموية على أحر من الجمر. حيث أفاد بعض هؤلاء القاطنين الذين التقت بهم جريدة "الوطني"، أنهم قد استحسنوا انطلاق المشروع، الذي قالوا عنه أنه كان من أبرز مطالبهم منذ سنوات عدة، موضحين أنهم كانوا يتطلعون الى توديع الحفر التعفنية، والتي كانت تشكل هاجسا حقيقيا لهم، خاصة أنهم كانوا يضطرون مجبرين لا مخيرين على احضار شاحنات الضخ في عديد المرات، لاسيما خلال فصل الشتاء، لإفراغ هذه الحفر التي كانت تمتلئ بالمياه مما يؤدي الى فيضانها ورجوع هذه المياه الى بيوت السكان، وبعد انطلاق أشغال مشروع قنوات الصرف الصحي استحسن القاطنون هذا الأمر الا أنه لم يكن في مستوى تطلعاتهم، خاصة بعد الاشكال الذي وقع في تركيب قنوات الصرف الصحي، أين أكد المتحدثون للجريدة أنه وبعد أيام قليلة من إنجاز مشروع توصيل السكنات بشبكة الصرف الصحي، غمرت المياه المستعملة مساكنهم من كل منفذ للمياه، وهو ما أثار سخطهم على العمال وعلى البلدية على حد سواء، وكادت الأمور تأخذ منحنى خطيرا لا يحمد عقباه، لولا تقديم هؤلاء العمال وعودا بإصلاح المشكل وإعادة تركيب القنوات، وأثناء مجريات إعادة تركيب قنوات الصرف الصحي، أصبح السكان يتناوبون على متابعة هذه الاشغال بأنفسهم، لتفادي تكرار الخطأ، مرجعين سبب ذلك الى اهمال العمال من جهة، وتقصير مصالح البلدية من جهة أخرى بسبب عدم مراقبتها ومرافقتها لإنجاز المشاريع والوقوف عليها الى أن تنتهي. توقف مشروع تعبيد الطريق بسبب تأخر أشغال قنوات الصرف الصحي تسبب التأخر الفادح في أشغال مشروع تزويد قاطني حي النجمة "شطيبو"، التي انطلقت منذ نهاية السنة الفارطة، في توقف مشروع تزفيت الطريق وتعبيدها. حيث كشف قاطنو الحي أن مشروع تعبيد الطرق الذي مس بعض شوارع الحي قد توقف بسبب عدم استكمال مشروع قنوات الصرف الصحي، وهو الأمر الذي لا يزال يفرض عليهم الواقع المر والمعاناة التي لم تشأ مفارقتهم، ويتعلق الامر بالاهتراء الكبير الذي تعرفه طرقات الحي، والتي لم تشهد في الماضي أي عملية للتعبيد أو التزفيت، سوى الحفر والردم، حيث أن هؤلاء السكان لا يزالون يعانون من مشكل تطاير الغبار الذي بات يقتحم منازلهم، والذي تكتسي بحلته الأثاث يوميا، على الرغم من عمليات التنظيف التي يقومون بها يوميا، لاسيما وأنها باتت عبئا ثقيلا عليهم، خاصة بعد إصابة العديد منهم بأمراض تنفسية عدة، ويتعلق الامر بالإصابة بالحساسية المفرطة للعيون وكذلك الانف والحنجرة، ناهيك عن الجيوب الأنفية وكذلك الربو وما الى غير ذلك، ناهيك عن تأزم الوضع اكثر عن تبلل الطرقات بالمياه والتي تتحول الى اوحال ومجموعات من البرك يصعب تجنبها، والجدير بالذكر انهم باتوا ينزعجون منها، بسبب اهتراء العجلات المطاطية لمركباتهم، والتي يقومون بتغييرها بين الحين والآخر، فيما لا يزال هؤلاء السكان ينتظرون على أحر من الجمر انتهاء هذا الكابوس الذي أضحى جزءا لا يتجزأ من معاناتهم اليومية، مطالبين بذلك السلطات المعنية بالتدخل لدفع دواليب أشغال انجاز قنوات الصرف الصحي التي باتت تسير بخطى السلحفاة، لا سيما وأن مشروع تعبيد الطرقات مرهون بأشغال قنوات الصرف الصحي. مصالح البلدية تؤكد على تدخلها لحل المشكل أفادت مصادر مقربة من بلدية سيدي الشحمي لجريدة "الوطني"، أن مصالحها قد تمكنت من التدخل، وإصلاح المشكل الذي طرأ على أشغال مشروع انجاز قنوات الصرف الصحي، موضحة ان الاشكال لن يتكرر مرة أخرى، وقد أضافت نفس المصادر، أن حي "شطيبو" يعرف حركة دؤوبة للمشاريع التنموية، من أبرزها هذا المشروع المتعلق بربط أزيد من ألفي سكن بشبكة التطهير الصحي، موضحة ان هذا المشروع الذي انطلق منذ أزيد من سنتين، قسم الى مراحل، أين تم الانتهاء من توصيل أغلب القاطنين الا البعض المتواجدين بمنطقة "د"، ولولا هذا المشكل لكانت الاشغال انتهت، مشيرة أن نسبة أشغال هذا المشرع قدرت بأزيد من 90 بالمائة، مضيفة أن البلدية تسعى لإتمام كل المشاريع التي تكتسي أهمية في مجال الصحة العمومية والحفاظ على البيئة بحي النجمة، الذي يضم أزيد من 82 ألف نسمة وتحسين بالتالي الظروف المعيشية للمواطنين، وهو المشروع الذي يتطلعون من خلاله الى القضاء على أزيد من 12 ألف حفرة تعفنية بالحي، في حين لم تنف مصادرنا الخسائر التي تكبدتها البلدية بسبب العطب الذي طرأ على أشغال الإنجاز، مع العلم أن القيمة المالية المخصصة لمشروع انجاز قنوات الصرف الصحي تقدر ب حوالي 200 مليون سنتيم، موضحا بذلك أنه في غضون أيام قليلة سيودع سكان حي النجمة المشاكل الخاصة بغياب التنمية الحضرية التي تمت معالجتها بنسبة 80 بالمائة.