سلّطت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران، الضوء على أثقل ملف حظيت به الدورة الجنائية، والذي أشيع في وقت مضى من قبل بعض وسائل الإعلام، أن نجل وزير العدل حافظ الأختام (ح.ب) 39 سنة، "بحكم تطابق الإسم العائلي" متورط فيه، يتعلق الأمر بالعناصر ال 9 من بينهم 3 في حالة فرار، والباقي متورط في جناية استيراد المخدرات والحيازة والمتاجرة عن طريق جماعة إجرامية منظمة، مع وضع مركبة للسير بلوحة تسجيل لا تتطابق مع نوعية المركبة، حيث أدانتهم المحكمة ب 20 سنة سجنا نافذا بعدما التمست في حقهم ممثلة الحق العام السجن المؤبد. القضية التي أحدثت ضجة وأثارت الرأي العام، يؤخذ بملفها أنه بتاريخ 21 أوت 2009 وعند الثانية زوالا، وأثناء تواجد دورية لوحدات الدرك الوطني على مستوى الطريق الولائي رقم 20 الرابط بين بلدية العامرية وقرية سيدي بختي، لفت انتباههم سيارتان، واحدة من نوع مرسيدس، والثانية رونو ميغان، تقومان بالدوران وسط الطريق، وتلوذان بالفرار خوفا من حاجز الدرك الوطني، وعلى إثر ذلك، تمت ملاحقة السيارتين من قبل الوحدات، إذ تم اكتشاف سيارة المرسيدس متوقفة بالجهة الشمالية، وهي خالية من ركابها، حيث عثر بداخلها عند تفتيشها على كمية معتبرة من المخدرات قدّر وزنها الإجمالي ب 5،5 قنطار من الكيف المعالج، مع لوحة ترقيم مزورة لا تتوافق مع المركبة، كما تم العثور على هاتف نقال شريحة موبيليس، تم الإتصال به من طرف المدعو رشيد بذات المكان، إلى جانب شريحة وجدت مخبأة بإحكام تحت المقعد الأمامي للمركبة، واستغلالا لجهاز النقال والشريحة، تم التعرف على المدعو (م.ط) 21 سنة، والشريحة الثانية تخص المدعو (ر.ب) 39 سنة. عند توقيف (م.ط) 21 سنة وتفتيش منزله، لفت انتباه الدرك الوطني بعين المكان، شخص يقوم بحركات مشبوهة، ويتعلق الأمر بالمدعو (ب.إ) 21 سنة، صاحب كشك متواجد بقرية سيدي بختي، عند تفتيشه عثر بداخله على 17 حبة من الأقراص المهلوسة "روش"، وبقايا من السجائر المحشوة بالكيف المعالج، إلى جانب سكين صغير يسخدم في تقطيع المخدرات. وفي إطار البحث والتحري، عرضت عدة صور وجدت في ذاكرة الشريحة ملك (م.ط)، الذي تعرف على أصحابها، وهم (ب.إ) 21 سنة، (خ.ر) 28 سنة و (ط.ع) 27 سنة صاحب البضاعة، إلى جانب (ب.ج)، (م.ع)، (م.م) و (ع.ع) اللذان يعتبران صديقان حميمان ل (خ.ر) و(ط.ع) المتواجدان في حالة فرار، إذ صرّح (م.ط) بأن الهاتف النقال ملك ل (ط.ع)، كما أنه استغرب لتسجيل الرقم باسمه، وصرّح أنه سبق له أن أخذ منه بطاقة الهوية لفترة ثم أعادها له، دون أن يعلم ما الغرض من أخذها. عند استنطاق (م.ط) 21 سنة صرح أن (ط.ع) 27 سنة من مهربي المخدرات وأن مرسيدسه تعتبر أحد السيارات المستعملة بينما رشيد هو رئيس العصابة كون منزله لا يبعد على الحدود إلا ب 80 مترا، إذ يقوم باستقبال البضاعة من المغرب ليلا. وبعد تهيئة الظروف يقوم رفقة (ط.ع) 27 سنة بنقلها إلى داخل الوطن، حيث إن نشاطهما لا يقتصر على تهريب المخدرات، بل يقومان بتهريب السيارات السياحية، التي تستعمل في نقل المخدرات والمازوت مع المواد الغذائية. وأضاف المشتبه فيه، بأن المدعو (ب.إ) كان يدعو الجميع إلى كشكه لتعاطي المخدرات، وعادة ما يحضر هو أيضا الكيف المعالج من المغرب لترويجه في الكشك، إذ اعترف (ب.إ) بأن صورته الموجودة بالهاتف النقال، أخذها له (ط.ع) في جلسة خمر وسمر معا، أما المشتبه فيه (ب.ج) فأكد أن السيارة التي كان يقودها من نوع بيجو 505 عن طريق الصورة الموجودة بالشريحة ملك ل (ط.ع) الذي يتولى تهريب المخدرات والسيارات الخفيفة رونو 25 مرسيدس، أما 505 فقد سلمها (ط.ع) إلى (ب.ج). هذا الأخير الذي صرح بأن السيارة جلبها (ط.ع) من المغرب، ومنحه إياها، وكان على علم بأنها غير قانونية. للإشارة البحث الاجتماعي لم يكن في صالح المدعو (ب.ج) كون صحيفة سوابقه العدلية حافلة بجناية المخدرات وتهريب الوقود، بالإضافة إلى المدعوين (ط.ع) 27 سنة، (خ.ر) 26 سنة و (م.ع) 29 سنة لا يزالوا في حالة فرار منذ حوالي سنتين، بسبب تورطهم في قضية المتاجرة ب 8 قناطير من الكيف المعالج.