شهدت الرياضة المدرسية بولاية البليدة تطورا نوعيا خلال السنوات الأخيرة خصوصا مع فتح الأقسام المتخصصة ببعض المؤسسات التربوية والتي أطلق عليها اسم "أقسام الدراسة و الرياضة" .وأوضح الأمين العام الجهوي لمصلحة الرياضة المدرسية بمديرية التربية لولاية البليدة أن الأقسام المتخصصة تتبع نظاما خاصا سواء في المجال الدراسي أو الرياضي حيث يدرس التلاميذ بها جميع المواد الدراسية في الفترة الصباحية طوال الأسبوع فيما تخصص الفترة المسائية لممارسة الرياضة وذلك بعد تناول وجبة الفطور المقدمة لهم خصيصا لمساعدتهم على تحقيق نتائج جيدة والنجاح في دراستهم. وتضم ولاية البليدة خمسة أقسام تندرج في إطار هذه التجربة الوطنية الرائدة.ويضم كل قسم منها معدل 25 تلميذا رياضيا. وتتواجد هذه الأقسام الرياضية بالمؤسسات التربوية لبلديات موزاية متخصصة في كرة القدم و الكرة الطائرة و البليدة متخصصة في كرة السلة وكرة اليد و بوفاريك بتخصص كرة السلة و كرة اليد واولاديعيش بتخصص كرة القدم و العاب القوى اما بلدية الأربعاء فتتخصص فرياضة الجيدو وتنس الطاولة و كرة اليد. وأشار السيد قرجاج يوسف أن وزارة التربية الوطنية تراهن على تجربة هذه الأقسام المتخصصة وتطمح لتخريج رياضيين ذوي مستوى عال. وقد خصصت الدولة في هذا الصدد ميزانية كبيرة لهذه العملية مقسمة على النقل و الفحص الطبي والتدعيم المدرسي ومصاريف أخرى ويشترط على التلاميذ المنخرطين في هذه الأقسام المستوى الدراسي و الرياضي الكبير و الانتقاء والاهتمام برياضة معينة إلى جانب التحلي بمستوى تنافسي عال. وبهدف السهرعلى السيرالحسن لهذه الأقسام تجتمع اللجنة الولائية المزدوجة المتكونة من مدير الشباب و الرياضة ومديرة التربية بالبليدة مرة كل شهر للوقوف على النتائج المحققة و النقائص المسجلة لاستدراكها. وكشف الأمين العام الجهوي لمصلحة الرياضة المدرسية عن تنظيم الألعاب الوطنية الأولى لأقسام الرياضة و الدراسة مع نهاية الموسم الدراسي 2010 2011 وذلك بهدف تقييم هذه التجربة الدراسية و الرياضية في آن واحد. ومن جهة أخرى دعا نفس المسؤول الى إعطاء نفس جديد للرياضة المدرسية بولاية البليدة من خلال تأطير المكونين وتقديم الدعم المالي وتوفير التجهيزات الرياضية على مستوى المؤسسات التربوية. كما أشاد نفس المسؤول بالمبادرة التي أعلن عنها والي الولاية مؤخرا و المتمثلة في تكفل الولاية بنقل التلاميذ الرياضيين خلال المنافسات سواء المحلية أو الوطنية "مما يساهم في توفير 60 بالمائة من الميزانية المخصصة للرياضة المدرسية" . كما تقوم الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية من جهتها بدعم هذه الأقسام الرياضية تطبيقا لبرنامجها الوطني الذي يشمل كل الرياضات بما فيها رياضة الجيدو و تنس الطاولة و الشطرنج التي أدخلت مؤخرا . وتنظم هذه الاتحادية التصفيات في المتوسطات و الثانويات تدريجيا ابتداءا عبر المؤسسات التربوية فالبلديات ثم الدوائر لتجري البطولة الولائية سنويا يوم 16 أفريل المصادف ليوم العلم . وتقسم المدارس الابتدائية في اطار برنامج الرياضة المدرسية من جهتها إلى مقاطعات تضم كل واحدة من 10 إلى 15 مؤسسة ابتدائية .وتتم التصفيات على مستوى المقاطعات ثم الدوائر لتجري التصفيات النهائية في المهرجان الولائي للمدارس الابتدائية حيث يتنافس الفائزون على بطولة المنطقة ليصلوا إلى البطولة الوطنية التي تجري سنويا من ال4 إلى ال9 جويلية من كل سنة. ورغم ذلك تبقى الرياضة المدرسية بولاية البليدة تعاني من عدة صعوبات أهمها مشكل الميزانية بالنسبة للمدارس الابتدائية حسب نفس المسؤول الذي أوضح أن هذه الأخيرة ليس لديها ميزانية خاصة بالرياضة كما هو الحال بالنسبة للمتوسطات و الثانويات مشيرا أيضا إلى انعدام التأطير حيث أن "معلم الابتدائي لجميع المواد يقوم بإعطاء درس الرياضة للتلاميذ مما يفقده صيغة التخصص" وكذا إلى قلة التجهيزات و نقص الملاعب الرياضية في المدارس الابتدائية . ولم تثن هذه الصعوبات الرياضة المدرسية بولاية البليدة من تحقيق خلال الموسم الماضي 2009-2010 نتائج جيدة في مختلف المحافل الرياضية . فقد تم تسجيل أكثر من عشرة آلاف تلميذ رياضي مجاز على مستوى الولاية من بينهم 3494 تلميذة مجازة. كما انتزع الفريق الولائي للكرة الطائرة بنات و ذكور لقب بطل الجزائر فيما تحصل فريق ثلاثي في العاب القوى على لقب بطل الجزائر مرتين خلال المهرجان الوطني إضافة إلى أربع مرات لقب بطل الجزائر خلال البطولة الوطنية لألعاب القوى .كما تم تسجيل حسب الفرق ثلاثة أبطال في العاب القوى.