عاش سكان ولاية وهران حالة استنفار قصوى بعد الرابعة مساء من نهار أمس، حيث حاولت أطراف مجهولة على طريقتها زعزعة الهدوء الذي خيم على الولاية رغم حالة الترقب التي طبعت بعض الأحياء الشعبية، كتيريقو وحي الضاية والحمري منذ الصبيحة، و تجسدت معظم المحاولات في التغلغل إلى وسط المدينة للإحتجاج، أين قامت مجموعة من الشباب بتجديد أعمال الشغب بإضرام النيران في جذوع الأشجار و العجلات المطاطية، وقطع الطريق بالمتاريس، واعتقلت مصالح الأمن الولائي والدرك الوطني إلى غاية يوم أمس السبت 140 شخصا، قاموا بأعمال تخريبية لأملاك الدولة والأملاك الخاصة، وتسببوا في إصابة عناصر الشرطة بجروح متفاوتة الخطورة، في أعقاب المشادات التي نشبت، ومن ضمن الموقوفين اعتقلت الشرطة مسؤول التنظيم للاتحاد الولائي للشبيبة الجزائرية "الإيانجيا" بسيدي الشحمي (م ص) و(ك.س) الأمين البلدي للتحقيق معهما في قضية تحريض الشباب على إحداث الشغب، احتجاجا على غلاء الأسعار، ولا يزال التحقيق في هوية المحرضين قائما خصوصا مع قيام أطراف مجهولة حاولت التلاعب بعقول الشباب لتجسيد مآرب خاصة، حيث قامت بالكتابة على جدران بعض المنشآت بحي بوعمامة، عبارات محرضة على جعل سنة 2011 سنة احتجاجات، غير أن التصدي لمثل هذه الأفعال الإجرامية كان في الوقت المناسب، إذ عمل أعيان المنطقة على تهدئة الشباب وإقناعهم بتبني الطرق السلمية. واعتقلت الشرطة 70 شخصا وكذا عناصر الدرك الوطني تمكنوا من ضبط 70 مشاغبا متلبسين بالأدلة الدامغة، هؤلاء الموقوفين حسب مصادر أمنية، ضلعوا في أحداث الشغب التي هزت مناطق بتليلات، تيريقو، الحمري وكوشة الجير بحي الكميل، أين تم مصادرة أسلحة بيضاء ممثلة في خناجر وسيوف وحجارة والقارورات الحارقة. وقد حاول المحتجون عشية الأحداث الدامية إلى التغلغل إلى وسط مدينة وهران قصد التخريب، غير أن قوات مكافحة الشغب تصدت إلى مثل هذه المحاولات، حيث لم ينجح المخربون ممن كان معظمهم من الجماعات اللصوصية المحترفة للإجرام استنادا لمصادرنا، في اقتحام مقرات عمومية بغرض السرقة، وخيمت أجواء الهلع و الرعب في القترة المسائية، حيث أعلنت وهران حالة الطوارئ بعد أن انتقل إلى مسامع المواطنين أن حي الحمري يحترق، الأمر الذي جعل حالة الإستنفار تتجدد، مما دفع التجار بشوارع العربي بن مهيدي و محمد خميستي و شوبو، إلى غلق محلاتهم التجارية خوفا من أن تطالها التخريب، كما توقفت حركة النقل تماما .