الظاهر أن حمى المواجهات قد انتقلت من الشارع بعد عودة الهدوء، إلى الساحة الحقيقية التي تسبّبت في اندلاع أعمال العنف جراء رفعها غير المبرر لأسعار السكر والزيت فنهار أمس، سارعت وزارة التجارة إلى توجيه إعذار لمجمع سيفيتال متهمة إياه بعدم تطبيق بنود الإتفاق الذي توصلت إليه الحكومة مع منتجي ومستوردي السكر والزيت، وفي الوقت نفسه، استغرب عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني و الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، أن يظل 5 أشخاص يحتكرون استيراد السكر، ودعا إلى رفع الاحتكار على استيراد المواد الغذائية الأساسية، كما ألمح في السياق نفسه، إلى مصادرة أموال البارونات والمحتكرين، ما يفهم منه أن الحكومة ستقدم ربّما على اتخاذ إجراءات كبيرة لوضع حدّ لهذا الوضع الذي وضع السلم المدني على كفّ عفريت، وهذا ما يُفسر ربما هرولة صاحب مجمع سيفيتال الميلياردير ربراب إلى الإعلان في اليوم نفسه، عن تخفيضات كبيرة لأسعار السكر والزيت لإبعاد الشبهات عن نفسه. وجهت وزارة التجارة أمس الأربعاء إخطارا لمجمع سيفيتال من اجل الالتزام بالاتفاق المبرم يوم الأحد الفارط بين المتعاملين الاقتصاديين (منتجين ومستوردين) للسكر والزيت لخفض أسعار هاتين المادتين، حسبما علمت واج لدى الوزارة. وأوضح ذات المصدر أن فرق المراقبة التي أرسلتها مديرية المراقبة التجارية و قمع الغش للتأكد من تطبيق هذا الاتفاق " لاحظت أن أسعار السكر و الزيت المطبقة من طرف مجمع سيفيتال غير مطابقة لبنود الاتفاق". و أضاف نفس المصدر انه لهذا السبب، تم توجيه إعذار لهذا المجمع، من اجل الالتزام بالأسعار المحددة بموجب هذا الاتفاق، أي 90 دج بالنسبة للكيوغرام الواحد من السكر، و600 دج بالنسبة لصفيحة الزيت بسعة 5 لترات. وقد احتج العديد من المتعاملين في مجال إنتاج و تحويل السكر والزيت خلال اليومين الأخيرين، على الممارسات الجديدة لمجمع سيفيتال، من اجل "كسر أسعار هاتين المادتين وتوسيع حصته في السوق و الإبقاء على سيطرته على هاتين المادتين". و أكد نفس المصدر أن " هذه الممارسات غير النزيهة التي لجأ إليها هذا المتعامل منذ أول أمس الثلاثاء قد أثارت فوضى عارمة" على مستوى السوق، مشيرين إلى أن" مجمع سيفيتال لم يطبق بنود الاتفاق المبرم مع وزارة التجارة من اجل خفض أسعار هاتين المادتين". إلا أن مجمع سيفيتال وفي بيان له نشره نهار أمس الأربعاء، أعلن عن تخفيض سعر السكر إلى 90 دينار للكيلوغرام الواحد، و قارورة 5 لترات من الزيت ب600 دينار، ابتداء من نهاية الأسبوع الحالي. و جاء في بيان للمجمع أنه "بناء على الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الدولة، لإلغاء كافة الرسوم الجمركية و القيمة المضافة، التي فرضت على السكر و الزيت 5% و 17% ، قرر المجمع تطبيق تلك الإجراءات فورا، بهدف استقرار الأسعار في السوق الوطنية". و سيكون سعر السكر حسب ذات البيان، 74.50 دينار للكيلوغرام الواحد و 69.50 دينار للكيلوغرام في حال شراء كيس 50 كلغ. و سيعرف الزيت أيضا انخفاضا ملموسا حيث ستباع قارورة 5 لترات ب495 دينار و 210 دينار لقارورة 2 لتر، إلى جانب 110 دينار للتر الواحد. و تدعو سيفيتال بالمناسبة كل شركات التوزيع و تجار التجزئة بعدم تجاوز سقف الأسعار، الذي حددته الحكومة ب90 دينار للكيلوغرام الواحد من السكر، و 600 دينار لقارورة 5 لترات من الزيت. ومع اشتداد حرب البيانات لا يزال المواطن يرتقب تجسيد هذه التخفيضات على أرض الواقع، كما أنه ينتظر تحرك السلطات لإنهاء مسرحية تلاعب البارونات بقوته اليومي.