120 صفقة بوزارة الصحة و 96 بالثقافة وحافلات بركات محل تدقيق إنطلقت أمس اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد، في إحدى مهامها والمتمثلة في التحقيق مع عدد من المدراء المركزين، الذين تحوم حولهم الشكوك و الشبهات عبر مختلف تعاملاتهم، حيث سيتم إحصاء أملاكهم، وتحديد تجاوزاتهم في السنوات الأخيرة، وقد إستعانت اللجنة حسب المصدر الذي أورد الخبر ل "الوطني" بخبرة المدراء المركزين السابقين، ذوي السيرة الحسنة، بعدد من الوزارات التي عشش في بعضها الفساد في السنوات الأخيرة، على غرار وزارة الصحة ووزارة الثقافة ووزارة التضامن، وهي الوزارات التي إنطلقت اللجنة في التحقيق مع مدرائها المركزيين، وحسب المصدر الذي أورد الخبر دائما، فإن إنطلاق التحقيق في هذه الوزارات بالذات، لم يأت بالصدفة، ولكن بعد تسجيل العديد من الخروقات والتبديد الكبير للمال العام، ويقول ذات المصدر، أن ملف وزارة الصحة سيكون الأثقل، حيث تم التحقيق مع عدد من إطارات الوزارة في عدد من القضايا التي بقيت لزمن طويل طي الكتمان، على غرار صفقات إستيراد الأدوية والتجهيزات الطبية، حيث أكد مصدرنا، أن اللجنة ستفتح ملف 120 صفقة بالوزارة المعنية، تحوم حولها الكثير من الشبهات، خاصة ما تعلق بتورط إطارات في الوزارة المعنية، بتلقي رشاوى ومنح إمتيازات لبارونات الدواء. وفي هذا الإطار قال مصدرنا، إن اللجنة لم تحدد لحد الآن أي شيء، لكنها ستحيل الملف على الجهات القضائية المختصة، مع إحالة المتورطين في هذه القضايا عليها. وزارة الثقافة هي الأخرى مسها التحقيق، حيث انطلقت التحريات في الصفقات التي أبرمتها الوزارة خلال موسم الجزائر العاصمة الثقافة الإفريقية، والجزائر عاصمة الثقافة العربية، في إنتظار أن تمتد إلى الصفقات التي أبرمت في التحضير لموعد تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث سيتم التحري في أزيد من 96 صفقة أبرمتها الوزارة في السنوات الأخيرة، كما سيكون محافظو المهرجانات والأغاني محل تحقيق وتحري، خاصة وأن الأموال التي صرفت في مهرجانات 2010 قدرت بعشرات الملايير دون أن يتم تحديد وجهتها بدقة، وفي إنتظار إستكمال جميع التحقيقات، طالبت الهيئة المختصة في اليومين الماضين بأدلة وتبريرات عن صرف كل هذه الأموال الضخمة، والتي قدرت بأزيد من 400 مليار حسب ما أكده مصدر جد مطلع. من جهة أخرى خضع عدد من إطارات وزارة التضامن إلى التحقيق، خاصة ما تعلق بصفقة استيراد حافلات التضامن، حيث تكشف إحدى التقارير التي أعدتها المصالح المعنية، تورط عدد من الإطارات السامين في الوزارة المعنية في السنوات الأخيرة، في صفقات إستيراد حافلات التضامن، التي جاء العديد منها خال من عدد من التجهيزات، على غرار العجلات الإضافية، وبعض تجهيزات الميكانيك، حيث أكد التقرير أن أكثر من 3000 حافلة تم إستيرادها وهي في حالة يرثى لها، وهو ما أدى إلى توقيف أحد الإطارات بالوزارة في عهدة وزير الصحة الحالي والسابق لحقيبة التضامن جمال ولد عباس، إلا أن نفس الخطأ تم تكراره في السنة الماضية، حيث تم إستيراد حافلات بقيمة مالية باهظة، بعضها تعطل في مدة لم تتجاوز الثلاثة أشهر، وهو ما عجل بفتح تحقيق في صفقة إستيراد هذه الحافلات، التي ستكشف الكثير من الخبايا.