يناشد سكان دوار حمادة الذي يبعد عن مركز بلدية سيدي عكاشة بالجهة الشمالية لعاصمة ولاية الشلف نحو 13 كلم بضرورة تدخل السلطات المحلية قصد زيارة المنطقة و الوقوف على جملة من المشاكل و النقائص التي يعانون منها منذ إعمار المنطقة إلى يومنا هذا. اذ يعيش سكان دوار حمادة التهميش والعزلة التي فرضتها عليهم الطبيعة وثبتها القائمون على شؤون هذه البلدية ناهيك عن غياب أدنى متطلبات الحياة حسب الشكوى التي رفعها هؤلاء المواطنين إلى السلطات الولائية . و جاء في قائمة مطالب هؤلاء السكان في ظل النقائص المسجلة مشكل العطش وانعدام قنوات الصرف الصحي و غياب التغطية الصحية إضافة إلى العزلة المفروضة في ظل غياب المواصلات و إهتراء الطريق إضافة إلى مطالب أخرى خدماتية. ويبقى أمل السكان قائما لمعالجة هذه الانشغالات التي طال أمدها منذ إنشاء هذا الدوار إلى يومنا هذا على الرغم من وعود المنتخبين المتكررة في أكثر من مناسبة. إذ لا تزال بهذا الدوار آثار و صور الحياة البدائية قائمة . و تجسد ذلك من خلال الظروف الصعبة المعاشة و التي على حد تعبير المشتكين لم تختلف كثيرا عما عايشوه الذين من قبلهم خلال الحقبة الاستعمارية ، و ازدادت تفاقما أثناء العشرية السوداء و التي تزامنت بتمسك هؤلاء السكان بأراضيهم و رفضوا الرحيل ، و بعد تحسن الظروف الأمنية، و غاب الخوف الذي ظل مهيمنا بالمنطقة لسنوات عديدة إلا أن الأوضاع الاجتماعية المزرية نتيجة المشاكل المتعددة ظلت قائمة في وقت المنتخبين الذين تداولوا على كراسي المسؤولية من عهدة لأخرى و اكتفوا بتقديم الوعود دون تجسيدها ، أبرزها إهتراء الطريق الذي يربط بين الدوار والطريق الوطني رقم 19 ومنه إلى مقر البلدية ، إضافة إلى المشكل الثاني والمتمثل في غياب الصحة العمومية و ذلك لانعدام بالمنطقة مركز صحي من شأنه أن يقدم أبسط الخدمات الطبية. وما فاقم الوضع استحالة نقل الحالات المرضية المستعصية و العاجلة في الوقت المناسب ، بسبب العزلة وغياب المواصلات ليبقى مصير المريض والمرأة الحامل والمرضعة معلقة على ظهور الدواب لنقلها إلى أقرب مستوصف ببلدية سيدي عكاشة أو مستشفى تنس. كما أن مشكل العطش بسبب غياب الماء الشروب ولو في عز فصل الشتاء يبقى حله من الأولويات في ظل البحث عن جرعة ماء إلى مختلف المنابع المائية كمنبع بوخندق الذي يلجأ إليه السكان كخيار حتمي ويبعد عنهم نحو 3 كم .كما أن مشكل الصرف الصحي هو الآخر يعد حله مطلوب في أسرع وقت أكثر من ضروري نظرا لما يخلفه الاستنجاد بالخنادق من أخطار وأضرار على صحة عيالهم. كما أن مشكل غياب مدرسة إبتدائية بالمنطقة أثر بشكل مباشر على المتمدرسين بالتعليم الإبتدائي ،حيث يقطع هؤلاء الأطفال دون السن 12 سنة يوميا 6 كم بين الذهاب والإياب إلى المدرسة الإبتدائية خندق سعد التي يتابعون بها دراستهم والمتواجدة على بعد 3 كم من مقر سكناهم ، وهو ما يحتم على هؤلاء الأطفال النهوض مبكرا و الإنطلاق إلى المدرسة مع صلاة الفجر خصوصا خلال هذه الأيام المعروفة بقصر النهر وطول الليل .أما تلاميذ التعليم المتوسط والثانوي محظوظين كونهم يمتطون النقل المدرسي للوصول إلى مقاعد الدراسة بمركز البلدية .وبخصوص المرافق الخدماتية الأخرى كالمرافق الرياضية والثقافية على غرار الملاعب الجوارية و قاعات الانترنيت فهي منعدمة تماما. و الجدير بالذكر أن النشاطات الممارسة بالمنطقة لكسب العائلات قوت أبنائهم، تقتصر على الفلاحة وتربية الحيوانات كالماشية و الغنم والماعز و الدجاج و الأرانب هذا في انتظار أخذ الجهات المعنية هاته الانشغالات بعين الاعتبار لإخراجهم من مرارة العيش التي يتجرعونها كل يوم.