تجدد للمرة الثانية على التوالي،نهار أمس، اقتحام المواطنين لمصلحة الحالة المدنية الأم لبلدية وهران وقد أسفرت أعمال التخريب عن إصابة خمسة من أعوان المصلحة بجروح متفاوتة الخطورة، وكادت المصلحة أن تتحول إلى حطام لولا تدخل عناصر الأمن لتفريق المقتحمين ممن حولوا المصلحة إلى ساحة حرب تعبيرا عن سخطهم من تدني خدمات الحالة المدنية. المواطنون الغاضبون من مسؤولي بلدية وهران وعلى رأسهم مدير مصلحة الحالة المدنية الذي لم يمر على تنصيبه شهر، انفجر غضبهم البارحة في حدود العاشرة والنصف صباحا لما وجدوا أنفسهم خارج إطار الخدمة، حيث احتجوا على استمرار تعطيل المصلحة إصدار وثائقهم المتمثلة في شهادة الميلاد الأصلية رقم 12 وكذا شهادة 12خ وبما أن المئات منهم لم يتمكنوا بالقطاعات الحضرية استخراج طلباتهم طيلة أزيد من 10 أيام، نقلوا احتجاجهم من القطاعات الحضرية إلى مصلحة الحالة المدنية بحي المدينةالجديدة. هؤلاء المحتجون أعربوا عن استيائهم من سوء الاستقبال والتمرد في قضاء احتياجاتهم إلى أن وجدوا أنفسهم داخل حلبة المصلحة يكسّرون ويتشابكون مع الأعوان. ولا تعدّ هذه الواقعة الأولى من نوعها، حيث سبقت وان وقعت بالمصلحة أعمال تخريبة غير أن الجديد في حادثة أمس هو سقوط خمسة جرحى من الأعوان واضطرت مجموعة من عناصر الشرطة التي تدخلت فور إخطارها بحادث الإقتحام، إلى عزل المواطنين وغلق المصلحة لحوالي ساعة لتنجب انقلابات أخرى. ويحدث هذا في الوقت الذي أجرت فيه بلدية وهران تعديلات خصت تحويل جزء من عمل المصلحة إلى المصلحة الحالة المدنية القديمة بساحة أول نوفمبر أين اتخذ المير تعليمات خاصة بافتتاح الأخيرة قصد تلقي طلبات شهادات الميلاد الأصلية ووثيقة 12 خ تفاديا لحروب التلاسن والاشتباكات التي تحدث يوميا بين المواطنين والأعوان، والظاهر أن بلدية وهران بتغييرها لمدير المصلحة أن ظروف تدني الخدمات استقرت على حالها بدليل الاحتجاجات المستمرة للمواطنين ممن نفذ صبرهم على تعطيل استخراج وثائقهم الضرورية. ورغم تأكيد مسؤولي البلدية اقتحام غرباء المصلحة لزرع البلبلة والفتنة إلا أن شهود عيان نفوا ذلك معربين أن الأشخاص الذين اقتحموا الشبابيك وكسرت الزجاج واعتدت بالضرب على الأعوان هم من الوافدين من الصبيحة إلى مسرح المصلحة. هذا وناشد المواطنون في أعقاب الحادث فتح تحقيق لتقصي مهازل الخدمات المقدمة على مستوى القطاعات الحضرية ومصلحة الحالة المدنية الأم لبلدية وهران، خصوصا مصلحة قطاع حي الصديقية وحي الإخوة ميسوم الذي شهد محاولة انتحار مواطن بشفرة حلاقة بعد أن تقاعست الإدارة في تمكينه بالوثائق الضرورية، فأي إصلاح تتحدث عنه السلطات المحلية .