لم تتمكن مصادر ذات صلة ببرامج السياحة بعين الترك من تفسير تغاضي الجهات المسؤولة عن الشروع في تسطير مخطط نقل جديد يتعلق بظروف تحسين استقبال السياح خلال موسم الاصطياف المقبل، لتجنب مهازل السنوات الفارطة وفوضى النقل التي دفعت بكثيرين من الزوار إلى هجرة المدينة إلى جهات سياحية أخرى. يشكل التثاقل المسجل في عدم خوض مبادرة إعادة النظر في مخطط النقل من طرف القائمين على تسيير شؤون بلدية ودائرة عين الترك، جزءا من سياسة التسيير التي عاشتها البلدية في عشر سنوات الأخيرة والتي تُصنف في خانة "انعدام الرؤى المستقبلية في التخطيط"، والتي كلفت بلديات الكورنيش ثمنا باهظا، وعلى أكثر من صعيد، بدءا بانسداد الطرقات عن آخرها خصوصا الرئيسية منها التي غالبيتها يخضع لإعادة التأهيل حاليا، حيث تشير كلّ المعطيات المتوفرة في الظرف الراهن، أقلها الشلل الذي أصاب عين الترك ككلّ منذ شهر ونصف خلال نهاية الأسبوع، أنّ عدم إعداد دراسة خاصة بإعادة تنظيم النقل، سيُطيح بجهود المسؤولين المحليين للكورنيش وحتّى الولائيين على الأرض، فضلا عن هذا، فإنّ فوضى ركن السيارات أمام الأرصفة بالشوارع والواجهات الرئيسية على غرار الطريق الرئيسي الرابط ما بين حي العقيد عباس ورأس فالكون، سيكون إحدى عوامل تأزم وضع النقل وحركته بصفة عامة، بفعل افتقار بلديات الكورنيش ككلّ وشواطئها، إلى حظائر ووعاء عقاري خاص باحتواء عشرات الآلاف من السيارات والمركبات التي تصل عين الترك خلال موسم الاصطياف. تضيف مصادر "الوطني" أنّ القرار الأخير الذي اتخذه والي وهران عبد المالك بوضياف القاضي بإجبارية فتح طريق الكورنيش العلوي لفك الضغط عن نظيره السفلي، بحاجة إلى خطوة تكليف مختصين وخبراء في القطاع لوضع مخطط جديد للنقل يشترك في تسطيره كلّ الأطراف المعنيين بإنجاح الموعد، في وقت لم تهتد الجهات المسؤولة بالكورنيش بعد إلى تطبيق قرار قد يكون وُضع من لدن مسؤول وهران التنفيذي الأول، والمتعلق بمنع سير الشاحنات ذات الوزن الثقيل بالطرقات الداخلية والرئيسية على حد سواء وسط عين الترك، حيث بات من الضروري تطبيق القرار قبل حلول موسم الاصطياف، خصوصا وأنّ المركبات الثقيلة التي تعود ملكيتها في الغالب إلى الشركات التركية المستثمرة ببلديات الكورنيش، تسببت في أكثر من مرة في خنق وشل حركة المرور لبضع كيلومترات بطريق الكورنيش السفلي. وعلى صعيد آخر، يُمثل مشكل اصطفاف مركبات "الكلوندستان" أمام الواجهات الرئيسية ومنها مقر دائرة عين الترك، إحدى أكبر النقاط السوداء التي شوهت جمالية منظر وسط عين الترك وساحة الفاتح نوفمبر، حتى بات يُخيل للزائرين أنّهم وسط دوار وليس مدينة سياحية.