خرجت صباح أمس، العائلات المنكوبة بمسرح الهواء الطلق بحي تروفيل التي أقصيت من قائمة 160 سكن التي وزعتها سلطات دائرة عين الترك، قلنا خرجت إلى الشارع، وقامت بإحراق النيران في العجلات المطاطية وغلق الطريق المؤدي إلى إقامة والي وهران بتروفيل بالأحجار والمتاريس، احتجاجا على إقصائها من القائمة التي -ضمت حسبهم- أسماء لا تستحق أن تكون فيها، وفي الوقت الذي خرج منكوبو مسرح الهواء الطلق وقطعوا الطريق، اندلعت أعمال شغب "نارية" بساحة أول نوفمبر بالقرب من مقر الدائرة، استدعت الاستنجاد بقوات مكافحة الشغب لتهدئة المحتجين والغاضبين الذي وصل عددهم حسب مصادر الوطني في الصبيحة حوالي 200 شخص، ليرتفع عددهم عند الظهيرة إلى 700 محتج لم يجدوا أسمائهم في قائمة 160 . تجمهر المقصيون من حصة السكنات في الساعات الأولى من صباح أمس، أمام مقر الدائرة للتعبير عن رفضهم لقائمة السكنات التي وصفوها بقائمة "الليل" بسبب وجود في القائمة حراس ملاهي وكباريهات ليسوا من أبناء منطقة الكورنيش، كما ضمت القائمة بنات مسؤولين في بلدية عين الترك ومطلقات، سبق لهن وأن حصلن على سكنات في السابق وبعضهن أوضاعهن المالية مريحة، عكس بعض العائلات المنكوبة المرمية بمسرح هواء الطلق التي تعاني من أزمة سكن منذ أكثر من 3 عقود. وقالت مصادر "الوطني"، إن حراس الملاهي بالكورنيش الذين استفادوا من السكنات الاجتماعية في "كوطة" 160، تحدثوا مع مسؤولين بدائرة عين الترك وتعهدوا لهم بضمان الأمن لتفادي الاحتجاجات، مقابل منحهم سكنات اجتماعية، وهو ما دفع بالمقصين وبالمنكوبين بإطلاق على قائمة 160 سكن تسمية قائمة "الليل" و"الأضواء الحمراء" و قاموا بإثارة أعمال الشغب لإجبار المسؤولين لإعادة النظر في الأسماء المستفيدة وإجراء تحقيق حول بعض المستفيدين. وقد حاولت السلطات المحلية تهدئة الأوضاع وطمأنة المحتجين بمنحهم سكنات اجتماعية في عمليات التوزيع القادمة، لتفادي المزيد من الاحتجاجات أو أن تخرج الأوضاع الأمنية عن السيطرة، خاصة لما قام المحتجون بتحطيم مقر الدائرة ورمي أعوان الشرطة وقوات مكافحة الشغب بالحجارة، مما أدى إلى تعرض شرطي إلى إصابات خطيرة في وجه ونقله على جناح السرعة إلى مستشفى عين الترك مجبر تامي، قلنا حاولت تهدئة الأوضاع، إلا أن العائلات المنكوبة رفضت الاستجابة للتهدئة وقامت بالتصعيد، لتتحول عند الظهيرة ساحة أول نوفمبر بوسط مدينة عين الترك، إلى ساحة حرب ومواجهة بين المحتجين وبين قوات مكافحة الشغب التي تحملت كالعادة أخطاء المسؤولين وعدم تقديرهم للظروف السائدة في الوقت الراهن. ومن جهة أخرى، قال شاهد عيان، إن أحد المقصيين حاول تفجير قارورة غاز على نفسه بعد إقصائه من قائمة السكنات، كما حاول آخر الانتحار بعد قيامه بتقطيع جسده ورمي نفسه من أعلى البناية، إلا أن تدخل بعض المحتجين في الوقت المناسب أجهض جل عمليات الانتحار المذكورة، وأضاف نفس المصدر، أن نيران كثيفة وسحب سوداء غطت سماء مدخل الكورنيش بسبب إقدام بعض المحتجين من العائلات المنكوبة بمسرح هواء الطلق، على حرق العجلات المطاطية بالقرب من إقامة والي وهران بعين الترك، وهي العائلات التي تعهد والي وهران في أول زيارة تفقدية قادته إلى منطقة الكورنيش، بالتعجيل في ترحيلها وهدم السكنات الفوضوية الموجودة بالمسرح، وهو ما أفرح العائلات كثيرا في ذلك الوقت، إلا أن إقصائها من قائمة نهار أمس، أجج غضبها وجعلها تفقد الأمل في سلطات عين الترك.