تراجع معدل التضخم السنوي في السودان نسبيا إلى مستوى 18.9% في الشهر الماضي مقارنة بنسبة 20.7% التي سجلها في سبتمبر الماضي. وجاء التراجع في معدل التضخم نتيجة انخفاض بعض تكاليف الغذاء قليلا بينما تظل مستويات الأسعار مرتفعة عموما. وجراء ارتفاع الأسعار في البلاد اندلعت احتجاجات عديدة في الآونة الأخيرة في العاصمة الخرطوم.وكشف الجهاز المركزي للإحصاء في السودان في نشرته الشهرية الأحد أن التضخم الشهري في البلاد انخفض 2.3% في أكتوبر الماضي مع هبوط أسعار العديد من المواد الغذائية. ويشكل الغذاء أكثر من نصف مؤشر أسعار المستهلكين، وكانت هبطت أسعار اللحوم 9% الشهر الماضي مقارنة مع الشهر السابق بعد أن تعهدت الحكومة بخفض الأسعار عقب دعوة نادرة من جمعية حماية المستهلك بالامتناع عن شراء اللحوم لعدة أيام في سبتمبر الماضي. وعلى أساس سنوي مازالت أسعار اللحوم مرتفعة 26% في أكتوبر/تشرين الأول مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. وتراجعت أسعار الفاكهة 13.9% الشهر الماضي مقارنة مع الشهر السابق، لكنها ارتفعت بنسبة 14.3% على أساس سنوي. تجدر الإشارة إلى أن السودان يمر بأزمة اقتصادية خانقة بعد أن فقد 75% من الإنتاج النفطي للبلاد البالغ قرابة 500 ألف برميل يوميا حينما انفصل الجنوب في يوليو الماضي. وكانت مبيعات النفط تمثل قرابة 70% من إيرادات الدولة وأكثر من 90% من صادراتها. ويحتاج السودان إلى استيراد معظم السلع الغذائية والاستهلاكية التي أصبحت أعلى تكلفة بسبب نقص العملات الصعبة خاصة الأميركية في البلاد. وفي مواجهة أزمة ارتفاع أسعار السلع أطلقت الخرطوم حزمة من الإجراءات في الشهور الأخيرة من بينها إلغاء مؤقت للرسوم على 12 سلعة غذائية أساسية. كما حث السودان دولا عربية على ضخ ودائع في البنك المركزي السوداني والبنوك التجارية لمساعدة اقتصاد البلاد.