قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في رسالة للأقدام السوداء على هامش تدشين مركز توثيق المرحلين الفرنسيين من الجزائر في مدينة "بربينيون" جنوبفرنسا، "إن سنة 2012 لن تكون سنة الاعتذار". وخلال المناسبة نفسها، قال وزير الدفاع جيرار لونغي: "تألمت كثيرا لعدم التزام ديغول بوعوده بإبقاء الجزائر فرنسية". في الوقت الذي تطالب فيه فرنسا تركيا بالنظر إلى ماضيها مع الأرمن، ترفض هي النظر إلى ماضيها الأسود في مستعمراتها، حيث جدد الرئيس الفرنسي موقفه برفض أي اعتذار للجزائر، عما قامت به خلال أكثر من قرن من الاحتلال الهمجي والوحشي. ففي رسالة بعث بها إلى المشاركين في مراسيم تدشين مركز توثيق ذاكرة الأقدام السوداء بمدينة بربينيون، قال ساركوزي "أؤكد لكم أن سنة 2012 ستكون سنة الذكرى والترحّم، ولن تكون بكل تأكيد سنة الاعتذار". الموقف يعدّ موقفا ثابتا في السياسة الفرنسية التي ترفض الاعتراف بما اقترفته في الجزائر، من مجازر، كما يدخل في إطار كسب أصوات اليمين المتطرف الرافض جملة وتفصيلا أي فكرة اعتذار. وحضر مراسيم تدشين مركز التوثيق، وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغي، الذي ذهب أبعد من ذلك حين قال: "أنا وطني وعند تبني فرنسا موقفا يجب أن تحترمه، وبشأن الجزائر فرنسية أعترف أن الوعد لم يتم احترامه"، مضيفا "كنت شابا حين أكد الجنرال ديغول أن الجزائر ستبقى فرنسية، وتألمت لعدم احترام هذا المبدأ". ونحن مقبلون على الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال، يظهر جليا أن الحنين للجزائر الفرنسية، لا يزال يهز مشاعر الساسة الفرنسيين، الذين لم يهضموا بعد استقلال الجزائر. وتظهر أيضا "وقاحة" الفرنسيين على لسان تيري رولاند ممثل الأقدام السوداء في مدينة بربينيون حين قال: "بعد خمسين سنة.. تنتظر عائلات المفقودين والضحايا أن يتم الاعتراف بمعاناتهم.. شيء يبعث على السخرية"، طالما أن فرنسا ترفض الاعتراف بما اقترفته من تعذيب وتقتيل وتشريد ونهب للخيارات طيلة 132 سنة من الاستعمار. وطالب نفس المتحدث أن يعترف الرئيس الفرنسي بتخلي الدولة الفرنسية عن الجزائر فرنسية والأقدام السوداء والحركى، دون أية إشارة منه أو من أي مسؤول أن الاستعمار خلّف مأساة حقيقية خلفه