يهدد وباء الحيوانات المجترة الذي صعد مؤخرا وتيرة مخاوف الموالين وأصحاب المواشي قطعان الماشية مع اقتراب حلول موعد عيد الأضحى. حيث تزايدت مخاطر انتشار هذا الوباء باعتبار الجزائر تملك ثروة هامة من الماشية تفوق 23 مليون رأس غنم في الوقت الذي تبقى فيه النقاط الحرجة لمسارات الأغنام وهي الحدود المغربية السبب الرئيسي في استفحال التخوفات من ظهور الوباء الذي ينتقل في حال ظهوره بسهولة بالغة وعن طريق الماشية المهربة التي تشكل أحد أكبر الأخطار المهددة لحياة المواشي عبر تراب الوطن ويعتبر وباء المجترات مرضا فيروسيا حيوانيا فتاكا باعتباره الأكثر تدميرا من باقي الأوبئة المتفشية بالماشية كالحمى المالطية، اللسان الأزرق والجذري أين تصل معدلات تفوق الماشية المصابة بوباء المجترات إلى 100 %. أين يتميز بأعراض تتمثل أساسا في حمى تؤدي مباشرة للوفاة خلال أسبوع فقط من بداية أعراض ارتفاع الحرارة. وحسب المعلومات المستقاة فإن حالات وأعراض الوباء لم تظهر بأي من ولايات الشرق الجزائري في الوقت الذي تبقى فيه الحدود المغربية الخطر الوحيد لاحتمال انتشار المرض لأن معظم ولايات الغرب كالبيض والنعامة باعتبارهما من المناطق السهبية قد تحولت مؤخرا إلى مصدر تموين للولايات الشرقية. سيما وأن تهاطل العوادة لشراء الأغنام بالجملة من المناطق الصحراوية ومنطقة الغرب لا يزال قائما. بالموازاة مع محاولات تهريب الماشية على الحدود المغربية التي تشجع بنسبة كبيرة على انتقال هذا الوباء خاصة وأن الماشية التي مصدرها المغرب حسب المصادر المطلعة لا تخضع للمعايير الصحية بما فيها عمليات التلقيح ضد الأمراض والأوبئة التي تمتاز بها الماشية المحلية على وجه الخصوص والتي تخضع بصفة دورية لجميع التطعيمات واللقاحات اللازمة في جميع مراحل نموها. وفي سياق ذي صلة فإن تداعيات مثل هذه العوامل سترفع بشكل طبيعي من سعر الماشية بأسواق التجزئة كون أن معدل عدد الرؤوس بالصفقة الواحدة لسوق الأغنام بالجملة يشمل حوالي 300 رأس. في حال تناقص عروض القطعان بسبب موتها في حال ظهور المرض ليبقى استمرار نزيف تهريب الماشية هو الوباء الحقيقي. وللإشارة فقد أتى الوباء خلال الثلاث والأربع سنوات الفارطة على عدد كبير من رؤوس الأغنام بالجزائر أين تجندت له جميع المصالح المعنية آنذاك. وتم آنذاك شن حملة تلقيح واسعة للقضاء على هذا المرض القاتل. أين وجهت كذلك عمليات التطعيم خصيصا لتحصين الحيوانات المجترة ضمن النقاط الحرجة التي انتشر بها الوباء. مرورا بمناطق صغار الرعاة إلى المراعي عبر تراب الوطن ليتم التخلص من هذا الوباء وأعراضه نهائيا خلال فترات قصيرة من ظهوره. بكاي يسرا