ولاية البيض تعد قطبا سياحيا هاما بالجنوب الغربي تتربع على مساحة حوالي 71696.70 كم 2 حيث تزخر معظم بلدياتها ال22 بلدية بالعديد من المحطات والمواقع الأثرية التاريخية ..إذ تعتبر هذه الأخيرة ذات أهمية كبيرة بما تكتنز به من معالم وأثار تعود إلى حقب زمنية ضاربة جذورها لما قبل التاريخ ..وكذلك البيض تشكل محطة هامة في هذا المضمار نظرا لما اكتشف بخريطتها من أثاريات ويتعلق الأمر ببصمات هامة لأثار أقدام ديناصورات يعود تاريخها إلى حوالي 150 مليون سنة حسب المختصين الذين زاروا هذه المواقع خلال السنوات الأخيرة تحديدا باتجاه طريق الرقاصة التي تعد من المحطات الأولى التي تم العثور بهاعلى بقايا أثار الديناصورات خلال سنة 2004 حين قام فريق من جامعة وهران بزيارة هذه الاكتشافات النادرة بالجنوب خصوصا بولاية البيض وتطرقوا إلى دراستها وتحليليها العلمي ..و كذلك خلال سنة 2007 تم العثورعلى بقايا هياكل عظمية لديناصورات والتي عاشت في منطقة حيث توقع باحثون وقتها أن يتم التوصل إلى اكتشافات جديدة، الأمر الذي تجسد حاليا، خاصة بعد عثورهم على أكبر مقبرة للعصر الحجري في ولاية البيض، والتي تضم بقايا عظام إنسانية وحيوانية تعود لآلاف السنين وقد أوضح أحد الباحثين في مجال بقايا الديناصورات أن هذا الاكتشاف مهم جدا لأنه المرة الأولى التي يعثر فيه على بقايا لهذه الحيوانات المنقرضة في هذه المنطقة الصحراوية بالبلاد وأضاف أن هناك احتمالات تشير إلى أن العظام المكتشفة تخص ديناصورات وهي من الديناصورات الآكلة للحوم، معتبرا بأن العثور على آثار هذه الأخيرة أسهل من تلك الآكلة للأعشاب. هذا ويوجد في منطقة البيض العديد من المواقع لآثار أقدام ديناصورات متفرقة ببريزينة ووافق، مما يجعل من ولاية البيض ذات خصوصية تستقطب العلماء والباحثين...وعلى نفس السياق كذلك تم اكتشاف جملة من الآثار النادرة والمهمة في تاريخ المنطقة من خلال جهود الباحثين والجمعيات النشيطة بالأخص جمعية ''الغزال لترقية السياحة وحماية الآثار'' إكتشفت خلال السنة الماضية حوالي 11 أثرا لديناصورات في منطقة '' الوافق''، وتحديدا على بعد حوالي 10 كلم عن مقر عاصمة الولاية .. أما على صعيد أخر تتوسط معظم مدن بلديات الولاية قصورعتيقة منها قصر الشلالة وقصر بوسمغون الذي يفوق تاريخه أكثر من حوالي 9 قرون وقصر أربوات ،قصر الغاسول ،قصر ستيتن وقصر الكراكدة علاوة عن مميزات قصر بنت الخص المتواجد بضواحي بلدية بريزينة و كذلك قصر بريزينة هذه الأخيرة التي تصنع مناظرها الخلابة واحات النخيل التي يفوق عدد نخيلها أكثر من 32 ألف شجيرة وبغض النظر عن أهمية سد لروية الكبير والمغارات والكثبان الرملية التي تمتد من جنوب الأبيض سيدي الشيخ إلى ضواحي بلدية بريزينة مما جعل هذه المواقع الإستراتيجية الطبيعية تساهم بقدر كبير في جلب السياح من مختلف الجنسيات وكذا استقطاب وكالات السياحة ...ومن جانب آخر تعرف مناطق الولاية من خلال تواجد الكثبان الرملية على ترابها بميزات السياحة الرياضية المعروفة بالترحال على الرمال والتزحلق عليها وكذا ركوب الجمال وتنظيم منافسات على سباق الإبل التي تعرف انتشارا بجل المناطق الرعوية خصوصا بصحاري بلدية البنود التي تقع في أخر نقطة بخريطة ولاية البيض حيث كشفت السيول خلال فيضانات 2008 بقايا لمقابر قديمة بضواحي الخنفوسي والجليد يعود تاريخها إلى الحقب الزمنية الغابرة وبعيدا عن هذه الخصوصيات التي تشتهر بها المنطقة .. يضاف إلى هذا الإرث التاريخي السياحي كالمحطات والمعالم التاريخية الراسخة لاسيما كالقصور سالفة الذكر التي لا تزال تحافظ على القيمة التاريخية والحضارية التي مرت عبر قرون خلت بالرغم من العوامل الطبيعية كالرياح والأمطار والفيضانات لاسيما كما هو الحال بالقصر العتيق بالأبيض سيدي الشيخ الذي يعود تاريخ بنائه إلى حوالي أكثر من 3 قرون و50 عاما يقابله المسجد العريق المسمى "مسجد أبي بكر الصديق يتطابق تاريخه مع القصر العتيق الذي تأثر كثيرا من الفيضانات الأخيرة (2008 ) ...القصر كان يعد تحفة عمرانية تستقطب السياح من مختلف الأوطان...وعلى ذكر السياحة تحتوي الولاية على محطات للنقوش الحجرية نذكر منها محطة كبش بوعلام المكتوبة ببلدية الشقيق والعقرب الكبير ببلدية أربوات....ومن جانب آخر الزائر لهذه المناطق تشده شهية الأطباق والمأكولات الشعبية السائدة بالرغم من الحداثة والعصرنة كلها عادات وتقاليد يحافظ عليها السكان مع ممر السنين مثلا لا تخلو الموائد المقدمة للضيوف أو الزوار منها الكسكس الممزوج بلحم الخرفان والتشيشة ،المطلوع والملوي والرفيس والمعكرة بالتسمية المحلية والشواء ....وكثيرا ما تنظم الكثير من المهرجانات والتظاهرات الثقافية تتخللها عدة أنشطة الرائدة من العراقة والأصالة منها لألعاب الفروسية بالخيول الأصيلة التي تشد فضول وأنظار المتوافدين من خلال ما يتفنن به الفرسان من عروض شيقة...فضلا عن الأنشطة الثقافية الأخرى منها العلاوي المشهور ورقصات الصف عند النسوة إنها المتعة والفرجة لمن زار هذه المناطق أثناء هذه المواعيد الثقافية السنوية كنوز ثمينة ليس لولاية البيض فحسب، بل لكامل الوطن. ...