انفلتت أمس، الأوضاع بالوكالة المحلية للتشغيل بأرزيو، حيث قام الشباب التابعون لهذه الوكالة بغلقها، احتجاجا على ما وصفوه بسياسة التماطل التي تتبعها هذه الوكالة، خاصة ما تعلق بطرق التشغيل والحصول على الوظائف. وحسب الشباب المحتج، فإن هذه الوقفة الاحتجاجية جاءت من أجل المطالبة بتحسين الوضع داخل هذه الوكالة، مطالبين بإيفاد لجنة تحقيق وزارية للنظر فيما أسموه بالتجاوزات التي تحصل في الوكالة، خاصة فيما تعلق بمنح الوظائف للشباب البطال، باعتبار المنطقة قطبا صناعيا بامتياز، وقادرة على توفير الكثير من مناصب الشغل، غير أن الشباب اشتكوا من غياب وظائف العمل التي تمنحها عادة وكالة التشغيل. من جهة أخرى، اشتكى الكثير من الشباب، من النقص الفادح في عدد عروض العمل الخاصة بسياسة الإدماج المهني، وهذا بعد توقفها على مستوى الإدارات العمومية، بعد قرار مديرية التشغيل توقيف هذا النمط من التشغيل، بعد التعليمة التي تلقتها من وزارة العمل، حيث تقتصر العروض المتوفرة حاليا على مستوى هذه الوكالة، على القطاع الخاص، غير أن الشباب أكدوا غياب المناصب لدى هذه المؤسسات الخاصة، الكثير من الشباب الغاضب الذي أغلق الوكالة المحلية للتشغيل، اتهمها بالتماطل في تجديد عقود العمل على مستوى القطاع العام والخاص، إلى جانب التأخر الكبير الذي مس أجور الشباب، الذي يعمل ضمن عقود ما قبل التشغيل، حيث أن الكثير من الشباب أكدوا بأنهم لم يتقاضوا أجورهم منذ أكثر من خمسة أشهر، وما زاد من تعقيد الوضع، هو التأخر الكبير الذي أصبح يصاحب عملية إيداع الملفات، والموافقة عليها من طرف مديرية التشغيل، إذ أن العملية- حسبهم- أصبحت تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر، في حين أن الكثير من الملفات وأوراق المواظبة تتعرض للضياع، لتضيع بذلك معها حقوق الشباب. هذه الأوضاع التي تمر بها وكالة التشغيل بأرزيو، جعلت الشباب أمس، يغلقونها من أجل الضغط على المسئولين لتحسين الوضع، ويبقى الحصول على وظيفة عمل دائمة بالمنطقة الصناعية أهم مطلب يلح عليه الكثير من الشباب، خاصة وأن التوظيف على مستوى هذه المناطق، أصبح يتطلب المرور على وكالة التشغيل، باعتبارها هي التي تستقبل عروض العمل، كما أن الشباب أكدوا بأنهم يرفضون الحصول على الوظائف الخاصة بعقود ما قبل التشغيل، مادام أن المنطقة-حسبهم- بها الكثير من المصانع وقادرة على توظيف الكثير من الشباب. يذكر أن الوكالة المحلية للتشغيل بأرزيو تعرف ضغطا كبيرا من طرف الشباب البطال، خاصة وأن هذه الوكالة تضطر لاستقبال شباب بلديات دائرة أرزيو، وكذا شباب كل من بلدية قديل وحاسي مفسوخ، وهو الأمر الذي جعل مناصب الشغل المتوفرة غير قادرة على استيعاب العدد الكبير من الشباب البطال. يذكر أن المنطقة ككل شهدت في الفترة الماضية غليانا شبانيا، بسبب عدم توفير مناصب الشغل، وهو ما جعل البطالين يصبون جمّ غضبهم على الوكالة المحلية للتشغيل، باعتبارها وسيطا بين المؤسسات والشباب البطال.