إنطقلت بعد ظهر أول أمس بميلة فعاليات الملتقى الوطني الأول "لوحة وقصيدة" في مشهد جسد تلاحم أشكال الإبداع وتنوعها. وجمع هذا اللقاء الذي تحتضنه دار الثقافة لولاية ميلة لثلاثة أيام بمساهمة مديرية الثقافة برسم فعاليات إحياء العيد العالمي للمرأة (8 مارس) فنانات تشكيليات بشاعرات من 8 ولايات هي تيزي وزو ميلة و الجزائر العاصمة و قسنطينة و قالمة و سكيكدة و المسيلة و عنابة. وتتمثل فكرة هذا الملتقى حسب مدير دار الثقافة في تلاقي كل مبدعة تشكيلية بمبدعة شاعرية تستلهم منها قصيدتها عبر استنطاق ذاتي للوحة الأولى في تواصل حميمي سامي. وقد كان ذلك حال الفنانة التشكيلية نادية شراق من تيزي وزو والتي أرسلت لوحتها التجريدية "وقت المتغيرات" عبر الإنترنت للشاعرة سهام بوقرة من قسنطينة. فكان نتاج ذلك قصيدة جميلة قدمتها الشاعرة في افتتاح ملتقى ميلة معبرة عما ألهمته إياها اللوحة التشكيلية. و "كان من المدهش -تقول ناديا شراق صاحبة رواق فني للعرض التشكيلي بتيزي وزو- أن إحساسها واحساس الشاعرة سهام بوقرة جاء متطابقا في قراءة اللوحة رغم أنهما لم تكونا على سابق معرفة من قبل". وأكدت الشاعرة الفائزة مؤخرا بالمسابقة الوطنية للشعر الذي نظمتها دار الثقافة لميلة ما عبرت عنه الفنانة القبائلية مشيرة أن الشعر و الفن التشكيلي شكلان فنيان يعبران عن قدرات مبدعة و هما يلتقيان دائما في التعبير عن الذات. و كان ذلك رأي العديد من المشاركات في هذه التظاهرة التي انطلقت بعرض موجز قدمته فنانة الزخرفة دهال زهية من قالمة حول "المرأة و الثورة". و استعرضت الفنانة بالمناسبة تجربتها في إنجاز الأشكال الفنية الكبرى مثل التماثيل و النصب المزخرفة إلى جانب ميداليات و أوسمة الشرف التي تعلق في المناسبات الرسمية. وقالت المبعدة زهية أنها لم تشارك في ثورة التحرير المظفرة لأنها من مواليد 1952 ولكنها قدمت جهدها الدائم للتعبير عن هذا الحدث التاريخي الكبير وعن بطولات الشعب الجزائري. وسيستمر لقاء "الحرف و اللون" بميلة في اليومين القادمين بتنظيم أمسيات شعرية و استمرار معرض اللوحات الزيتية إلى جانب تنظيم خرجة سياحية للمدينة الأثرية لميلة.