تحولت الإقامات الجامعية بولاية وهران، من مكان لإيواء الطلبة، إلى ساحة للعراك والتشاجر وكذا التهديد، وهو ما جعل العمال يطالبون بتوفير الحماية داخل الإقامات خاصة على مستوى المطاعم. فقد عرفت الإقامة الجامعية 1000 سرير بالسانيا، حادثة غريبة عشية عيد الطالب، أين قام بعض الطلبة باقتحام المطعم الجامعي، وتهديد العمال بمنعهم من تحضير وجبات العشاء التي أعدتها الإقامة خصيصا للطلبة عشية الاحتفال بالعيد الوطني للطالب، وحسب التقرير الذي أعدته مصلحة الإطعام، والذي تلقت "الوطني" نسخة منه، فإن أحد الطلبة ويتعلق الأمر ب(س.ن)، الذي ينتمي إلى تنظيم الاتحاد العام الطلابي الحر، قام صباح أول أمس، باقتحام مطعم الإقامة، وهدد بغلقه رافضا الخروج منه، كما هدد الطالب العمال وأعوان الأمن باستعمال العنف وتحريض الطلبة على التجمع وإثارة الفوضى، وتحريض الطلبة على التجمع، وبحضور رئيس الأمن الداخلي، وهو التهديد الذي أدى إلى إخراج العمال، وقد رفض الطالب الخروج من المطعم قبل أن يطلع على الوجبة المقدمة خلال هذا اليوم، والغريب في الأمر أن الطالب أصر على أخذ نصيبه هو وزملاؤه من الوجبة المكونة من لحم الخروف ولحم الدجاج الطازجين، قبل طبخهما، هذه التصرفات اعتبرها مسئول المطعم غير قانونية، مطالبا بضرورة اتخاذ إجراءات ضد الطالب، الذي حاول إثارة البلبلة داخل هذه الإقامة وفي يوم جد مميز، كاد أن يتحول الاحتفال به من مناسبة سعيدة، إلى مظاهرات كبيرة داخل الإقامة، وهو ما أجبر مدير الإقامة على التدخل من أجل تهدئة الوضع، وفي هذا الجانب أكد مدير الإقامة الجامعية السيد "بن عطية محمد" أمس، في تصريح لجريدة "الوطني" أنه حاول منع الطالب من الدخول، مؤكدا بأنه لم يحاول الاعتداء عليه، وهذا بشهادة جميع عمال المطعم، مؤكدا بأن سقوط الطالب كان مفتعلا كون أن هذا الأخير، هو مريض مسبقا، وله ملف موجود لدى طبيبة الإقامة. وبخصوص هذه الحادثة، فقد أكد مدير الإقامة الجامعية، بأنه سيرفع دعوى قضائية ضد الطلبة الذين حاولوا اقتحام المطعم، وإثارة الفوضى التي كادت أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. من جهتهم عمال الإقامة الجامعية اشتكوا من ما أسموه ببطش الطلبة، الذين أصبحوا يفرضون قانونهم ويهددون العمال، وهي الحوادث التي أصبحت متكررة في العديد من الإقامات الجامعية، خاصة إقامة 1000 سرير، حيث تعرض في الأيام القليلة الماضية، رئيس فرع الإطعام، إلى اعتداء على مستوى العين والرأس واليد، إلى جانب السب والشتم، من طرف أحد الطلبة، وقد قام الضحية بإيداع شكور لدى مصالح الأمن، وإحالة القضية على العدالة. من جهته الاتحاد العام الطلابي الحر أصدر هو الآخر أمس، إشعارا بالدخول في الاحتجاج الأسبوع القادم، احتجاجا على ما أسماه بسياسة الحقرة والتهميش في هذه الإقامة. وبين هذا وذاك، تبقى الإقامات الجامعية بولاية وهران، تعيش صراعات داخلية، بين التنظيمات الطلابية التي تدعي حماية الطالب، وبين الإدارة التي تؤكد بأنها الضحية، وهي صراعات للأسف تدور حول الوجبات الغذائية، إذ أصبح من المستحيل حسب بعض الإداريين التحكم في الوضع.