تمكّن عناصر حرس الحدود بمنطقة بوكانون في بلدية باب العسة أقصى غرب ولاية تلمسان فجر يوم أمس الثلاثاء من حجز قنطار و6 كلغ من الكيف المغربي المعالج كانت محمّلة على ظهر إحدى الدواب التي كانت تسيير بمفردها، وقد لجأ المهربون إلى هذه الحيلة في محاولة لتجنب مخاطر عبور الخنادق التي أقامها الجيش الوطني الشعبي قبل شهور في عملية محددة لتشديد الخناق على عصابات التهريب في الحدود الغربية. وكانت الشحنة قادمة من مزارع الريف بشمال المغرب وتحديدا بالناظور والحسيمة ملجأ المهربين الكبار للمخدرات من المغرب نحو الجزائر، وبحماية عالية من سلطات المخزن، التي دأبت على هذا التصرف المشين اتجاه الجزائر عبر طول الشريط الحدودي مع بلادنا. وتعمل قوات المخزن ونظامه المتحامل على الجزائر على محاولة إغراق المنطقة الغربية من بلادنا بمختلف السموم، كما تبين من الكثير من التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن عندنا، أن المخزن يعمل دوما على خلق التوتر والبلبلة وسط سكان الشريط الحدودي، بواسطة إرسال شحنات المخدرات على كافة المحاور وفي نفس الفترة الزمنية لإرباك المصالح المختصة في مكافحة التهريب بكل أنواعه. وتكشف محاولات تهريب المخدرات بواسطة حمير المخزن لحشيش أمير المؤمنين، عن حالة من الارتباك الحقيقة التي انتقلت نحو عصابات التهريب، بعدما تم تشديد الرقابة والحراسة في الحدود الغربية، والرفع من إجراءاتها التي أحكمت غلق التراب الجزائري في وجه هذه العصابات المسيّرة من طرف المصالح المغربية لضرب الاستقرار في الجزائر. وتشير الأرقام الصادرة مؤخرا عن الجمارك على سبيل المثال، إلى انخفاض معدل محاولات تهريب الوقود نحو المملكة المغربية، وفي الوقت الذي سجلت فيه ذات المصالح حجز أزيد من 300 ألف لتر من الوقود بنوعيه المازوت والبنزين من جوان إلى نهاية أكتوبر من العام الماضي، سجلت ذات المصالح حجز 140 ألف لتر من الوقود خلال نفس الفترة من السنة الجارية، وهو تفاوت يعكس في الحقيقة انخفاض محاولات ومعدلات التهريب ما بين الجزائر والمغرب، نظرا لكافة الإجراءات التي تم اتخاذها من طرف مختلف مصالح الأمن من الشرطة والدرك والجمارك والمصلحة الجهوية لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات. كما أن حفر الخنادق بين البلدين على طول الحدود الغربية في شقها التابع لولاية تلمسان، يؤكد أن المشروع أو العملية جد مجدية، إذ أن تهريب مختلف المواد بتلك الكثافة، يتطلب عبور حدود مشتركة هامة، وبمجرد التضييق عليها فإن الأمر سيكون بمثابة إعدام حقيقي لها.