في "عيون الحرامية" للمخرجة نجوة النجار تخوض هذه الأيام المخرجة الفلسطينية نجوة النجارة رحلة مكوكية لمرافقة فيلمها "عيون الحرامية" الذي رشح ليمثل فلسطين لجائزة الأوسكار 2015 في فئة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية ، حيث وبعد عرضه الشرفي الأول في مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي ال36 ، تتنقل المخرجة بين عدد من الدول التي تعرض العمل لتعزيز مكانته في القائمة القصيرة لهذه الجائزة. فليم "عيون الحرامية" الذي ساهمت الجزائر في إنتاجه من خلال دعم من وزارة الثقافة ومرافقة للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ( ومن المقرر أن يعرض شرفيا مطلع الشهر الداخل بالجزائر) من بطولة النجم المصري خالد أبو النجا ومشاركة أولى من نوعها للمطربة الجزائرية سعاد ماسي. وقد صور العمل في مدة لا تتجاوز ال25 يوما في مدينة نابلس والضفة الغربية وهو فيلم مستلهم من من قصة حقيقية تكشف جانباً من معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. من خلال قصة شاب يدعى طارق نفذ عملية مسلحة عام 2002 في واد يعرف باسم "عيون الحرامية"، وأسفرت عن مقتل 11 جنديا إسرائيليا ليعتقل بعدها.. وبعد عشر سنوات يخرج من السجن ويبدأ رحلة بحث عن ابنته. الفيلم يحمل الكثير من الزخم حول وعن الهم الفلسطيني صاغته المخرجة نجوة النجارة بطريقتها الخاصة في محاولة جديدة تتداخل فيها الأشكال السينمائية وتعيد بعث الوجع الداخلي في قصة متماسكة تحكي الإنسان. في هذا العمل الجديد بعد تجربتها في "المر والرمان" قبل أربعة أعوام تعود المخرجة نجوة النجار لتقدم"عيون الحرامية" الذي تدور أحداثه في مدة تقارب 98 دقيقة حول عودة مهندس ري لموطنه بعد قضاء عشر سنوات في سجن من سجون الاحتلال الإسرائيلي ليبحث عن زوجته وطفلته اللذين خلفهما وراءه ثم يعلم فيما بعد بوفاة زوجته وإيداع طفلته إحدى دور الأيتام لتدور أغلب أحداث الفيلم من خلال رحلة بحثه عن طفلته. هذا العمل الذي تراوحت أراء النقاد والجمهور حوله في عرضه في مهرجان القاهرة،يشكل دون شك حالة خاصة أرادت من خلالها المخرجة نجوة النجار أن تطرق الموضوع الفلسطيني بعيدا عن الخطابة وتذهب في سردها الفيلمي نحو البعد الإنساني رغم أن وقائع العمل مستمدة من حادثة حقيقية تعكس الكفاح المسلح الدائم بالشعب الفلسطيني صد الاحتلال الإسرائيلي، في حديثها بعد عرض الفيلم ، لم ترد المخرجة نجوة أن تتحدث كثيرا على تيمة الفيلم وإنما أكثر عن صعوبة تحقيق الأفلام في فلسطين تحت وطأة السلطات الأمنية، كما دافعت أيضا عن خيارها الفني فيما تعلق بالممثل المصري والمطربة الجزائرية سعاد ماسي، خيارات فنية وتحديات إنتاجية وصعوبة الموضوع…الحادة في التطرق للهم والكفاح والتضحيات الفلسطينية اليومية في مواجهة آلة الاستدمار الإسرائيلي ، حملت نجوة في"عيون الحرامية" روح وعبق الإنسان وهو في رحلة البحث عن الأخر عن الأسرة والوطن ، وتنتقد أيضا بروح سلسلة صراعات الفلسطينيين فيما بينهم وتتحدث عن المرأة وحرب الجزائر والصوت الفني والطفولة ببراءتها وعنفوانها، رسالة للإنسانية عن وجع دائم وبحث دائم عن وطن وعن الذات و معاناة شعب تحت الاحتلال. فبعد فليم عمر للمخرج هاني أبو اسعد الذي دخل منافسة لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية لهذا العام، هاهي فلسطين حاضرة أيضا من خلال ترشيح فيلم "عيون الحرامية" لهذه الجائزة، حتى ونحن نعلم أن المنافسة على هذه الجائزة شرسة لقيمة الأفلام المعلن عليها ، يبقى فقط أن صوت فلسطين وموضوعها دائم يحتل الصدارة في هذا المسابقة ويرفع من تحديات المخرجين والفنانين الفلسطينيين إلى العالم للتعبير عن قضيتهم ،وقضية الإنسانية ككل. نبيل حاجي