أكد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أول أمس بالجزائر، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قبل مبدأ الدعوة التي وجهها له الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للقيام بزيارة دولة إلى فرنسا. وصرح مدلسي للصحافة، على هامش اللقاء الذي خص به رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، أكسل بونياتوفسكي، قائلا "كل منّا يعلم أن الرئيس ساركوزي قد أعلن عن دعوة لرئيس الجمهورية للقيام بزيارة دولة وبالطبع قبل رئيس الدولة المبدأ". وأضاف مدلسي "إننا بصدد العمل من الجانبين حول المسائل التي يمكن التطرق إليها بمناسبة هذه الزيارة". وفي هذا الشأن، أشار إلى أن العلاقات مع الشريك الفرنسي "هامة" وأن "كل المسائل لديها نقطة خاصة بها بالنظر إلى اتساع العلاقة الجزائرية الفرنسية". وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن هذه المسائل مرتبطة خاصة بالجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا أو بتنقل الأشخاص ومتعلقة بالاستثمارات الفرنسية في الجزائر التي أعرب عن أمله في "تنويعها أكثر". وتطرق الوزير إلى أهمية تطبيق اتفاقات التعاون التي وقعت بين الجزائروفرنسا بصفة "مستعجلة"، مشيرا إلى مثال الإتفاقات الخاصة بالمجال النووي والعمل الذي بادر به الطرفان حول موضوع التجارب النووية الفرنسية. وأخيرا قال مدلسي إن "العلاقات بين البلدين يجب أن تتميّز بتسيير صادق ومفتوح وملتزم وكذا بالثقة في المسائل المتعلقة بالذاكرة". وكان السفير الفرنسي، كيزافيي درانكور، قد صرح مؤخرا أنه تقدم بدعوى من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يدعوه فيها لزيارة بلاده شهر جوان المقبل. وكان مدلسي قد صرح، عقب اللقاء الذي أجراه يوم الثلاثاء الماضي بقرطبة إسبانيا مع الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية السيد بيار سلال، أن "انشغالاتنا الرئيسية اليوم تدور حول تنقل الأشخاص وبالتالي التنمية البشرية وكذا حول ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي أكثر فأكثر، سيما عبر استثمارات فرنسية في الجزائر". وأضاف أن الطرفين قد تطرقا بشكل مطوّل "كما سبق واتفق عليه من قبل الرئيسان الجزائري والفرنسي منذ أكثر من سنة، إلى معالجة مسألة التجارب النووية الفرنسية في رڤان (جنوبالجزائر) بسرعة وعناية"، معلنا في هذا الإطار أن اجتماعا إضافيا سيعقد قريبا بالجزائر. وكان قد أوضح أن هذا الإجتماع سيسمح "بالخروج بالمواضيع المرجعية لعمل يحدد بدقة الوضعية الخاصة بالمناطق الملوثة وانطلاقا من ذلك يمكن إعداد برنامج عمل من أجل إزالة التلوث الإشعاعي". ومن جهته، أعرب بونياتوفسكي عقب اللقاء عن أمله في تكثيف الدبلوماسية البرلمانية بين البلدين من خلال إنشاء لجنة برلمانية جزائرية فرنسية كبرى قريبا. وصرح بونياتوفسكي أن "فرنسا لديها لجنتين برلمانيتين كبيرتين واحدة مع روسيا والأخرى مع كندا والفكرة اليوم هي إنشاء لجنة ثالثة مع البرلمان الجزائري خلال بضعة أسابيع"، مشيرا إلى أنه "من المهم جدا أن نتمكن من مضاعفة وتكثيف العلاقات بين الجزائروفرنسا في هذا المجال".