أكد أول أمس وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قد قبل مبدأ الدعوة التي تلقاها من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي للقيام بزيارة دولة إلى باريس. وقال مدلسي في تصريح للصحافة على هامش اللقاء الذي خص به رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية أكسل بونياتوفسكي ''كل منا يعلم أن الرئيس ساركوزي قد أعلن عن دعوة لرئيس الجمهورية للقيام بزيارة دولة وبالطبع قبل رئيس الدولة المبدأ''، مردفا ''إننا بصدد العمل من الجانبين حول المسائل التي يمكن التطرق إليها بمناسبة هذه الزيارة''. ويرى الوزير أن علاقات الشراكة مع فرنسا ''هامة''، وأن ''كل المسائل لديها نقطة خاصة بها، بالنظر إلى اتساع العلاقة الجزائرية-الفرنسية''، مبينا أن هذه المسائل مرتبطة خاصة بالجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا، أو بتنقل الأشخاص ومتعلقة بالاستثمارات الفرنسية في الجزائر، ومبديا في الوقت ذاته أمله أن يتم تنويع الاستثمارات الفرنسية المتواجدة بالجزائر، وعدم الاقتصار على مجالات معينة. وشدد وزير الشؤون الخارجية على أهمية تطبيق اتفاقات التعاون التي وقعت بين البلدين بصفة ''مستعجلة''، ومن بينها الاتفاقات الخاصة بالمجال النووي والعمل الذي بادر به الطرفان حول موضوع التجارب النووية الفرنسية، مجددا تأكيده في هذا الشأن أن ''العلاقات بين البلدين يجب أن تتميز بتسيير صادق ومفتوح وملتزم وكذا بالثقة في المسائل المتعلقة بالذاكرة''. وفي السياق ذاته، سبق لمدلسي أن قال الثلاثاء الماضي بقرطبة الإسبانية عقب لقائه بالأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية بيار سلال إن ''انشغالاتنا الرئيسية اليوم تدور حول تنقل الأشخاص، وبالتالي التنمية البشرية، وكذا حول ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي أكثر فأكثر، سيما عبر استثمارات فرنسية في الجزائر''، مبينا أنه قد تطرق مع المسؤول الفرنسي بشكل مطول ''كما سبق واتفق عليه من قبل الرئيسان الجزائري والفرنسي منذ أكثر من سنة -إلى معالجة مسألة التجارب النووية الفرنسية في رقان بسرعة وعناية''، معلنا في هذا الإطار أن اجتماعا إضافيا سيعقد قريبا بالجزائر، والذي سيسمح ''بالخروج بالمواضيع المرجعية لعمل يحدد بدقة الوضعية الخاصة بالمناطق الملوثة، وانطلاقا من ذلك يمكن إعداد برنامج عمل من أجل إزالة التلوث الإشعاعي''. ويشار إلى أن زيارة الرئيس بوتفليقة إلى فرنسا كانت مبرمجة مع بداية العام الحالي، إلا أن أجندة الرئيس المثقلة بالمواعيد أجلتها إلى ما بعد الرئاسيات، والتي قد تكون خلال شهر جوان المقبل حسب ما ترجحه بعض الأطراف. باريس تطمح إلى إنشاء لجنة برلمانية جزائرية- فرنسية كبرى كشف الخميس الماضي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، أكسل بونياتوفسكي، عن رغبته في تكثيف الدبلوماسية البرلمانية بين الجزائر وبلاده، من خلال التعجيل بإنشاء لجنة برلمانية جزائرية - فرنسية كبرى. وأوضح بونياتوفسكي عقب اللقاء الذي حظي به مع وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن ''فرنسا لديها لجنتين برلمانيتين كبيرتين واحدة مع روسيا والأخرى مع كندا، والفكرة اليوم هي إنشاء لجنة ثالثة مع البرلمان الجزائري خلال بضعة أسابيع''، مضيفا ''إن أملنا نحن البرلمانيون الفرنسيون، هو التمكن من تكثيف التبادلات بين البلدين في مجال الدبلوماسية البرلمانية''، ومردفا بالقول إلى أنه ''من المهم جدا أن نتمكن من مضاعفة وتكثيف العلاقات بين الجزائروفرنسا في هذا المجال''. وقال المسؤول الفرنسي إنه تطرق خلال المحادثات التي جمعته بمدلسي إلى''المواضيع ذات الاهتمام العام التي تخص البلدين، منها مشروع الاتحاد من أجل المتوسط''، وإلى ''اهتمام المؤسسات الفرنسية بالاستثمار أكثر في الجزائر''.