جمعت مؤسسة اكسترانيت المكلفة بالنظافة على مستوى 31 بلدية بالجزائر العاصمة أزيد من 341 طن من النفايات القابلة للتثمين والرسكلة خلال سنة 2015 في اطار عملية الفرز الانتقائي، حسب المدير العام للمؤسسة رشيد مشاب. واعتبر المدير العام لهذه المؤسسة في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية هذه النفايات القابلة للرسكلة بمثابة "مصدر حيوي وهام في تحقيق التنمية المستدامة وخلق مناصب شغل والمساهمة ايضا في جلب قيمة مالية مضافة تقدر بحوالي 50 مليون دج سنويا".
وتتمثل المواد القابلة للاسترجاع والرسكلة التي تم جمعها في الكرطون181 طن والخبز 24 طنا والبلاستيك 70 طنا والعجلات المطاطية 66 طنا.
وحسب الارقام المسجلة في الثلاثة أشهر الأولى ل2016، يلاحظ تطور معتبر في عملية جمع النفايات القابلة للرسكلة والتثمين، حيث تم جمع أزيد من 139 طن من هذه النفايات، حسب نفس المسؤول الذي ابرز أهمية ترقية وتطوير عملية الفرز الانتقائي للنفايات قبل نقلها الى مراكز الردم التقني.
وأكد في هذا الاطار، قائلا "هدفنا الاساسي حاليا هو تحقيق نسبة 30 بالمئة من استرجاع ورسكلة النفايات خلال الثلاث سنوات المقبلة"، مشددا على أهمية "التكفل الجدي بنظافة وتحسين المحيط المعيشي للمواطن "، خاصة أن العديد من البلديات "لاتستطيع بمفردها القيام بهذه المهمة الصعبة نظرا لنقص امكانياتها اللوجستيكية".
ولهذا الغرض، أكد مشاب "كان لا بد من استحداث اكسترانيت لدعم مؤسسة "نات كوم" في هذا العمل، بالتكفل بتنظيف المحيط ونقل النفايات، حيث تغطي هذه المؤسسة 80 بالمئة من تراب ولاية الجزائر، بمساحة إجمالية 625 كلم مربع وترفع قمامة ثلثي عدد سكانها المقدر ب 2.300.000 نسمة.
ولدى تطرقه الى عملية تسيير الفرز الانتقائي للنفايات القابلة للرسكلة، اعتبرالمسؤول هذه العملية ب "الصعبة والمعقدة"، وهذا ما يستدعي، كما قال "ترقية وتعزيز التكوين العلمي والتقني المتخصص وترسيخ ثقافة وتربية بيئية لدى جميع الفاعلين، سيما في أوساط المؤسسات التربوية للتمكن من حماية البيئة وصحة المواطنين وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة".
وذكر مشاب في هذا السياق بمشروع انشاء مدرسة مهن في مجال التنظيف لتحسين مستوى الاداء في هذا المجال الحيوي والهام للحفاظ على المحيط البيئي وجمال الاحياء.
كما ذكر المسؤول ذاته بكل الاجراءات المتخذة لتوفير الوسائل اللازمة لجمع النفايات القالبة للاسترجاع بطريقة "مضبوطة ومنظمة "حيث تم تزويد الاحياء بحاويات الفرز، الى جانب تخصيص 18 نقطة لجمع النفايات وفرزها قبل نقلها الى مركزي الردم التقني بمنطقتي حميسي وقورصو.
الا أنه أثار في نفس الوقت اشكالية نقص الوسائل اللوجيستيكية والتقنية التي حالت دون تحقيق المؤسسة كل الاهداف المرجوة في مجال الفرز الانتقائي للنفايات لحد الان.
وتعتمد المؤسسة في المهمة المنوطة بها على مقاربة علمية، حيث أعدت استراتيجية تواصل جديدة مع المواطنين، بتوفير وسائل الدعائم التوعوية و لتحسيسية والصاقها على الحاويات وجدران الأحياء وكذا بالمدارس باعتماد لغة بسيطة لفائدة المتمدرسين.
وأكد أن "نجاح هذه المؤسسة الناشئة لن يتحقق دون وجود هذه المقاربة العلمية التي تم تجسيدها من طرف إطارات جامعية شابة بانجازهم تصاميم أنظمة للاعلام الآلي خاصة بكيفية تحديد المواقع السوداء عبر الأقمار الصناعية ومنظومة المعلومات الجغرافية لمتابعة حركة الشاحنات بدقة".
للاشارة تتوفر اكسترانيت التي انشئت في 2014 على 350 شاحنة لجمع ونقل النفايات معظمها مسترجعة من حضائر مختلف البلديات وتوظف حوالي 5000 عون تنظيف و350 اطار مسير وهي مكلفة بجمع القمامة في 31 بلدية، بينما تتكفل مؤسسة نات كوم ب27 بلدية في العاصمة.