رابطة حقوق الانسان تحذر من الظاهرة على بعد ايام من انطلاق الامتحات المصيرية 80 حالة انتحار وسط التلاميذ الراسبين خلال 8 سنوات بسبب التهديد والوعيد
يطبع القلق و التوتر الحالة النفسية للتلاميذ والطلاب قبل أسابيع قليلة من نهاية العام الدراسي خاصة لدى الأقسام النهائية ممن يواجهون امتحانات مصيرية على غرار أزيد من مليونين تلميذ المقبلين على اجتياز شهادتي نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، التعليم المتوسط و البكالوريا، بسبب الخوف من الرسوب المدرسي من جهة و الرعب من ردة فعل أوليائهم التي غالبا ما تكون غالبا قاسية إذ يتعرض الكثير منهم إلى العقاب البدني أو النفسي من طرفهم. و في هذا المجال اكدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بان حقوق التلميذ تندرج في إطار حقوق الإنسان و تأسفت لكونه الحلقة الأضعف في هذا الصراع المتجدد كل عام ،لعلاج مختلف الاختلالات والظواهر التي تؤثر سلبا على العملية التربوية، والتحصيل العلمي وترمي بظلالها على المجتمع ، و يتحمل التلميذ وحده الآثار السلبية و يحل في موقع "الرهينة " التي تتضرر في كل الأحوال هذه الحقيقة قادت الرابطة للخوض في أسباب تفاقم ظاهرة الرسوب المدرسي وعجز المسؤولين التربويين عن إيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة خصوصا مع ارتفاع وتيرة القلق لدى التلاميذ و الطلاب وانعكاساتها السلبية على المستويات التربوية والاجتماعية . وحسب ما كشفه المختصين في الصحة العمومية فأن ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط تفاقمت، أين تم تسجيل انتحار ازيد 80 تلميذا خلال (08) ثماني سنوات الأخيرة ، يعني تقريبا 10 حالات انتحار سنويا وسط التلاميذ ليس بسبب الرسوب المدرسي فحسب بل تخوفا من ردة فعل الأولياء الذين عادة ما ينتهجون أسلوب التهديد والوعيد مع أبناءهم حتى قبل نشر نتائج الامتحانات أو التحصل على كشوف النقاط و هو ما يجعل التلاميذ يقدمون على الانتحار ، او توليده لطاقة العنف المتفجر كنتيجة للإحساس بالغضب ، فالواقع النفسي للتلاميذ كان على وزارة التربية الوطنية و الأولياء التلاميذ على ضرورة الالتزام بتقديم كمية دعم كبيرة لأداء المهام الدراسية . وهو ما يتطلب قدرة , وجهد كبيرين من جميع الفاعلين لفهم الواقع التي تعيشه المدرسة الجزائرية ، مما ترى الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن الظاهرة تستحق الدراسة لمعالجة أسباب هذه التصرفات ،و ليس فقط الوعيد و العقاب مثلما توعّدت به وزيرة التربية الوطنية في عدة مرات . في هذا الإطار حذرت الرابطة من عواقب الوعيد و تؤكد بان النتائج السلبية للتلاميذ من رسوب تنجم عنها عدة ظواهر منها الانتحار وسط التلاميذ ,او ظاهرة التسرب المدرسي التي لا يتحمل مسؤوليتها الطفل وحده ،و انما تقع بشكل كبير على عاتق المدرسة الأسرة المجتمع والدولة ككل . من وزارة التربية لابد إعادة النظر وأن ترفع فيه تحدي نوعية التعليم في الجزائر بتغليب مصلحة التلميذ و جعلها الهدف الاسمى في القطاع . ودعت الرابطة الأولياء إلى عدم الضغط على أبنائهم وعدم تهديدهم بالعقاب حتى لا يدفعوا بهم للانتحار أو تبني خيار آخر وهو الهروب من المنزل بل يجب عليهم تفهم أبنائهم ومحاولة معالجة الأسباب الكامنة وراء فشلهم ورسوبهم كما دعت أيضا القائمين على وزارة التربية إلى إيجاد أخصائيين نفسانيين من اجل التحضير النفسي للتلاميذ قبل أسبوع من إجراء الامتحانات