دعت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ،أمس، وزارة التربية الوطنية لتغليب مصلحة التلاميذ وجعلها الهدف الأسمى في القطاع، مناشدة الأولياء إلى عدم الضغط على أبنائهم وعدم تهديدهم بالعقاب حتى لا يدفعوا بهم للانتحار أو تبني خيار آخر وهو الهروب من المنزل. وشددت رابطة حقوق الإنسان في بيان لها- تحوزه "الاتحاد"- على أهمية معاجلة الأسباب الكامنة وراء فشل التلاميذ ورسوبهم، مؤكدة أن العلاج النفسي أهم المفاتيح لكشف أسباب الرسوب، داعية القائمين على وزارة التربية إلى إيجاد أخصائيين نفسانيين من اجل التحضير النفسي للتلاميذ قبل أسبوع من إجراء الامتحانات، مناشدة الأولياء للاهتمام بالجانب النفسي لأبنائهم بهدف مساعدتهم على التركيز وإكسابهم الثقة التي تمكنهم من إجراء الامتحان بدون خوف. وحذر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان من عواقب الوعيد، مؤكدة أن النتائج السلبية للتلاميذ من رسوب تنجم عنها عدة ظواهر منها الانتحار وسط التلاميذ أو ظاهرة التسرب المدرسي التي لا يتحمل مسؤوليتها الطفل وحده ،وإنما تقع بشكل كبير على عاتق المدرسة الأسرة المجتمع والدولة ككل، مشيرة إلى أن ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط تفاقمت، أين تم تسجيل انتحار أزيد 80 تلميذا خلال (08) ثماني سنوات الأخيرة ، ما يقارب 10 حالات انتحار سنويا وسط التلاميذ ليس بسبب الرسوب المدرسي فحسب بل تخوفا من ردة فعل الأولياء الذين عادة ما ينتهجون أسلوب التهديد والوعيد مع أبناءهم حتى قبل نشر نتائج الامتحانات. وترى الرابطة أن الظاهرة تستحق الدراسة لمعالجة أسباب هذه التصرفات ،و ليس فقط الوعيد و العقاب، وتأسفت الرابطة لكون التلميذ - حسبها- الحلقة الأضعف في هذا الصراع المتجدد كل عام ،لعلاج مختلف الاختلالات والظواهر التي تؤثر سلبا على العملية التربوية، والتحصيل العلمي وترمي بظلالها على المجتمع، وقالت:"يتحمل التلميذ وحده الآثار السلبية ..وفشل التلاميذ في مواكبة تمدرسهم و التأخر في الدروس سيجعل من عملية استدراكها عبئا ثقيلا ويشعر الطلبة مع اقتراب موعد الامتحان بحالة من التوتر الشديد والخوف الهستيري الذي قد يؤثر سلبيا على حالتهم النفسية وذلك بسبب أن بعضهم يبرمجون في مخليتهم أوهاما بالفشل مسبقا وهذا ما يزرع لديهم الخوف، في حين كان يجب برمجة المخ على التفكير في الأشياء الإيجابية لا غير ".