صحيح أن فرحة التتويج بكأس الجمهورية فجرت مدرجات أنصار شباب بلوزداد وأعلنت بداية الاحتفالات داخل الملعب وخارجه وبالعاصمة كذلك، لكن هذا لا يمنعنا من التوقف عند الكارثة الإنسانية التي كادت أن تحدث في المدرجات، وضميرنا لا يجعلنا نمر مرور الكرام على ما عاشه أنصار الشباب والأهلي من مآس أمام أعيننا تحت درجة حرارة عالية وحصار أمني شديد، إان كانت الأولى طبيعية والثانية أمنية، فبماذا نفسر حرمان كل هؤلاء الأنصار من شرب الماء وحتى إدخال مظلاتهم الى الملعب لتفادي ضربات الشمس المميتة، فالأنصار هتفوا قبل بداية المباراة وبشدة "جيبونا الماء" لكن لا حياة لمن تنادي، ورغم ترديد الأنصار تلك العبارة لأكثر من مرة، إلا أن المنظمين بقوا جامدين في أماكنهم، الأمر الذي جعل أنصار البرج يثورون لحظة دخول رئيس الجمهورية إلى المنصة الشرفية، وطالبوه هو شخصيا بمساعدتهم، فإلى متى تستمر مثل هذه التصرفات في ملاعبنا في وقت كانت قد تحركت فيه وزارة الشباب والرياضة مؤخرا وبمساعدة الكثير من المنظمات والجمعيات الرياضة للحد من ظاهرة العنف في ملاعبنا، والتي صارت في تزايد مستمر، وقد لا تجد الحل تماما حتى ولو جمعنا كبار علماء النفس والاجتماع وطلبنا منهم الحد من هذه الظاهرة في ملاعبنا على وجه الخصوص، ما دام هناك ناس لاعلاقة لهم بالتنظيم في ملاعبنا ويعملون تحت تصرف مديريات الشباب والرياضة في كل ولاية.