الشاعر الفلسطيني رائد ناجي ل"اليوم": أكتب لأطفال فلسطين لأني عشت طفولة تعيسة في "سلفيت" كشف الشاعر الفلسطيني رائد ناجي ل"اليوم" أنه بصدد التحضير لأعمال شعرية غنائية جديدة، قائلا: بعد أن وفقت في أنشودة "الحصار" التي أنشدها المنشد الأردني أيمن رمضان، وأنشودة "لا تحزني غزة" من إنتاج فضائية الأقصى، وأنشودة "نعم للسلام" مع المنشد عبد الرحمن حمامة، أعمل الآن على إعداد عمل لقناة كراميش للأطفال بعنوان "هموا" مع المنشد القدير أيمن رمضان". خالدة مختار بوريجي ورغم شهرة رائد كشاعر في الفنون الفصيحة والعامية، إلا أنه كثيرا ما يكتب للأطفال، حاملا غربة طفولتهم إلى العالم المنشغل بجمال الحياة الطليقة وطموحات العيش الهانئ، قائلا: "أنا من مواليد 23 أوت 1981 بمدينة سلفيت بفلسطين، ويمتد أصلي إلى قرية فلسطينية تسمى كفر الديك.. عشت كل طفولتي في فلسطين، وكان أبي من ضمن المطلوبين لدى اليهود، فقد كان مجاهدا مخلصا، عرف السجون الإسرائيلية، لذلك لم تكن طفولتي جيدة، ولذلك أيضا أردت أن أكتب عن الأطفال في الكثير من أعمالي". كانت الطفولة منبع الشعر الأول، وكان الألم مجراها، سواء كان ذلك معيشيا بين أحياء سلفيت التي نشأ فيها.. أو معنويا: بين غياب الأب مسجونا أو مطاردا.. بين أطلال "خربة سوسية" و"دير سمعان" في "كفر الديك" التي يعود إليها أصله.. بين حجارة "دير قلعة" والأعشاب النابتة على أقدام حيطان "ديرية".. وبين أغاني الفلاحين التي تقاوم الاضطهاد الإسرائيلي العامل دوما على تحطيم الإنسان الفلسطيني من الداخل بالإرهاب.. وبحرمانه من التواصل مع الأرض محبة واسترزاقا وهويةً.. عاش الطفل رائد بين انطلاقة الطفل الفلسطيني المصطدمة دوما بالألم، إنْ في كفر الديك، وإن في "بروقين" أو "دير بلوط" و"رافات" متواصلا مع معاناة الأطفال الآخرين في "سرطة" و"بديا" و"دير غسانة".. وفي "غزة" و"أم الفحم" و"رام الله".. وكل فلسطين، ليكبر شاعرا وأديبا متأثرا "كثيرا بالشاعر العراقي مظفر النواب والشاعر الفلسطيني محمود درويش والشعر القديم" –يقول الشاعر رائد ناجي- ولتصبح "علاقتي بالأرض كعلاقة الجسد مع الروح". الجميع يعرف أن رائد شاعر، وقد يعرفون أيضا أنه كاتب قاص أيضا، كانت فلسطين موضوعه الأول، وكانت المرأة الفلسطينية حبيبته الأولى، وكذا الأماكن والمقاهي والوجوه النضرة.. كان الشيخ أبو سميح.. وكانت سلمى.. غربة الذكرى.. والأسماء.. لقد تركها المطر ذكرى لكل عاشق.. الأسماء التي فجعت باغتصاب الوطن.. وحيث كل شيء في فلسطين يربط الشاعر بماضيه.. وحيث الأسماء محفورة على الشجر والحجر.. وهي الأمور التي نتلمسها بوضوح في "غربة عاشق"، وغيرها من الأعمال القصصية. رائد ناجي صرح ل"اليوم" أيضا أنه بصدد إكمال رسالة دكتوراة بالقانون والإدارة، وعن تآليفه غير الأدبية، يقول: "بعد نجاح كتابي الأول البشير في الاتصال الإداري، أعد لطبعة ثانية مع مجموعة قصص أطفال" دون أن يذكر عنوان هذه المجموعة. وهكذا، فإن الشعر الفلسطيني مع رائد ناجي وجيل غير قليل من الشعراء الفلسطينيين الحاليين والصاعدين، مستمر في الحياة والازدهار، على الرغم من الخسارة الكبيرة التي عرفها بموت محمود درويش، مستميتين من أجل إبقاء الشعلة متوقدة، وتطوير الشعر الفلسطيني أكثر على الرغم من الصعوبات الجمة التي يتلقونها في سبيل ذلك. يذكر أن رائد ناجي، الذي خرج من الأراضي المحتلة نهائيا منذ 04 سنوات، استجاب لنداء الرابطة نيابة منه عن زملائه من داخل الأرض، بعد منعهم من تجاوز المعابر، وقدم للجمهور الجزائري قصائد فصيحة وزجلية، افتخر فيها ببطولات الطفل الفلسطيني الذي تحدى الدبابة بالحجر، وسجل أروع صور المقاومة.