الشيخ الترمدي الشيخ الترمذي واحد من أعمدة ورواد الأنشودة الدينية في الجزائر، استطاع أن يكتب اسمه بأحرف من ذهب في سجل هذا النوع الفني الذي فرض نفسه مؤخرا واستطاع أن يطعمه مع معطيات الراهن دون التخلي عن جوهره. يبارك الجيل الجديد من حملة المشعل وشعاره الوسطية والاعتدال ومبدؤه ألا تجنح الأنشودة إلى عالم الصخب الموسيقي، وتحافظ على جوها الإيماني وأشياء أخرى قالها في هذا اللقاء بمقر الشروق. * * أنت من المنشدين الذين شاركوا الجزائر في الكثير من المناسبات الدينية والوطنية، في أي إطار زرتها اليوم؟ * كثرة زياراتي إلى الجزائر جعلتني لا أذكر كم من مرة قدمت إليها منذ عشرين سنة وإلى اليوم، وتمكنت من خلال هذه المحطات التعرف إلى العديد من المناطق كبسكرة وبريكة وباتنة وأولاد جلال وسكيكدة وقسنطينة ووهران، وأخرى كثيرة وبالنسبة لهذه الزيارة إلى مدينة الأغواط فجاءت في إطار الاحتفال بالقدس عاصمة أبدية للثقافة العربية. * * وفاؤك الإنشادي للقضية الفلسطينية ذائع الصيت، هل تواكب الجديد متابعة فقط أم شعريا أيضا؟ * والله يصلني بحكم إقامتي في عمان ما يصلكم من أخبار عن انتهاكات إسرائيلية وعدوان صهيوني واضح للعيان، ولم يستطيعوا إخفاءه في حضور وسائل الإعلام التي توثق يوميا لمبررات لا إنسانية تحت غطاء مشروع تهويد القدس. * * أنت برفقة الشيخ عكرمة خطيب المسجد الأقصى، هل استلهمت أفكارا من حديثه كشاهد عيان عما يحدث في الأراضي المحتلة؟ * أثر في حديث الشيخ عكرمة خطيب المسجد الأقصى عما حدث منذ أيام عندما احتفل اليهود بأحد أعيادهم "العُرش" -بضم العين- وحاولوا اقتحام المسجد الأقصى لنصب خيمهم في ساحاته بحجة أن هيكل سيدنا سليمان موجود تحته. * وهذه الحجة الواهية كانت سببا لعمليات حفر الأنفاق التي أضحت تهدد المسجد بالانهيار. * * ماذا قدمت الأنشودة الدينية للقضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الأمة؟ * النشيد الإسلامي تناول العديد من القضايا بل إن مضامينه لم تخرج يوما عن انشغالات الأمة الإسلامية، بدءا من الزواج ومرورا بالأسرة المسلمة وأواصر العلاقة فيها والمناسبات الدينية والوطنية. هذا وطالما اهتم الإنشاد ولا يزال بالقضية الفلسطينية وندد بانتهاك حرمة المقدسات وسلب الأرض المباركة. * * ما موقفك ممن يرفضون إدخال الآلات الموسيقية على الأنشودة ولا يعترفون بها ولا بمنشديها؟ * فئة من المسلمين حرموا فعلا الموسيقى في الإنشاد وبصورة قطعية ومنهم من أجازها بشروط منها أن يكون الكلام نظيف وألا يكون اختلاط أو شيء من المحرمات التي تخرج عن الجو الديني. وعليه أرى أن استعمال الدفوف والكورال مايغني عن استعمال الموسيقى لأننا جربنا ذلك في السبعينات والثمانينات ونجح فعلا. وأقصد ألا حرج من استعمال الموسيقى إذا وظفت جيدا ولم تخرج عن الجو الديني الإيماني أما إذا صاحبها الصخب فتكون قد خرجت عن هدفها وهويتها. * * لمن يسمع الشيخ الترميذي من المنشدين الشباب؟ * أسمع للكثير من المنشدين على غرار عبد الفتاح عوينات وأبو راتب وأبو الجود وعماد رامي ومحمد العزاوي. * * لم تذكر سامي يوسف ورفقاؤه، ما رأيك في موجة المنشدين المغتربين وتأديتهم بعيدي اللغات؟ * بالنسبة لسامي يوسف أعذره لأنه ولد وعاش في الغرب، ولكني لا أعذر من يعيش في الدول العربية الإسلامية عندما يخرج عن الجو الإيماني. * اكتسحت الفيديو كليبات الساحة الإنشادية وروجت للجديد، في حين اقتصر حضوركم على الحفلات التي تحيينها، ألم تفكر في استغلال هذه التكنولوجيا فيما يخدم الأنشودة الدينية؟ * بالنسبة للفيديو كليب رأيي فيه لا يختلف كثيرا عن رأيي في استعمال الموسيقى في الإنشاد وأقصد نقطة حسن التوظيف، أي من الجيد طبعا أن يستغل المنشد التطور التكنولوجي الحاصل، ويمكنه أن يستعين بالفيديو كليب، ولكن بشرط أن يتماشى مضمونه مع مضمون الأنشودة، أنا لست ضد الفيديو كليب إذا وظف فيما ينفع الإنشاد لا فيما يضره. * * ماهي قراءتك لواقع الأنشودة الدينية اليوم؟ * تواجه الأنشودة والمنشدين مشكل التمويل لأنه يعتمد حاليا على ماله الخاص وبالنسبة لتصوير فيديو كليب فهذا يتطلب أموالا وشركات إنتاج وسبونسور ودعم مؤسساتي من المسؤولين عن القطاع الثقافي. * * ما رأيك في برنامج "منشد الشارقة"؟ وهل كنت من متتبعيه؟ * برنامج "منشد الشارقة" برنامج جيد يحفز الكثير من الشباب من أصحاب الأصوات الجميلة، وأشير إلى أن التصويت لا يشكل إلا جزء من التقييم وليس كله لأن رأي لجنة التحكيم ومستوى الأداء يأخذان أيضا بعين الاعتبار. * * من يكتب ويلحن للشيخ الترميذي؟ * أنا بالأصل شاعر، وعليه أناشيدي كلها من كلماتي وتلحيني وفي رصيدي لحد الآن ديواني شعر وقد حضرت لاحتفالية الأغواط أنشودة جديدة بعنوان "ياقدس ياحبيبة السماء". * * -ماهي أحب الأناشيد إلى جمهورك في الجزائر؟ * أنشودة "يا بلد المليون شهيد" التي أديتها منذ عشرين سنة في الجزائر لازالت جد مطلوبة، أينما حللت وأحب أن أقدمها بكل حب لجمهوري في الجزائر.