خبراء يتوقعون تأثير قضية سوناطراك على سوق تعاملات النفط العالمية بعد خروج القضية "الفضيحة" التي ضربت أحد أهم قواعد الاقتصاد الوطني شركة سوناطراك، والتي أحدثت "شرخا عميقا" بعمق حادثة زلزالية على أكبر حدود مقاييس سُلّم الفساد، للسطح ولكلام العام والخاص، ولما لا وهي الشركة التي تمثل حوالي 99 بالمائة من موارد العملة الصعبة للجزائر من جهة، وباعتبارها المعادلة المحورية في اقتصاد "هش" يعتمد أساسا على مداخيل الخزينة المرتبطة عبر "قناة" متصلة مباشرة بتعاملات "الشركة الأم" ذات الرقم القوي في سوق تعاملات النفط والغاز الدولية، أصبحت أنظار كل المختصين في الاقتصاد، ومجال الطاقة والنفط المحليين منهم والأجانب متجهة نحو ما ستسفر عنه أهم جلسات التحقيق في القضية، وربط بعض هؤلاء الخبراء والمختصين اهتمامهم بمدى التأثير الحقيقي ل"أزمة سوناطراك" على تعاملات السوق الدولية في ظل أزمة مالية دولية خانقة. وأرجعت بعض الأطراف المختصة والتي توقعت إمكانية تأثير قضية سوناطراك على مجريات ومعطيات سوق النفط العالمية، لخلفية ربطتها بآلية التأثير من حيث موقع القوة الذي تشكله الشركة على المستوى الدولي والأهمية الكبيرة التي تمثلها الجزائر عموما من خلال مخزونها الكبير للنفط والغاز والذي تشرف "سوناطراك" على عرض مناقصات التنقيب عليه مباشرة. كما أشارت نفس المصادر إلى احتمال حدوث تأثير ل "أزمة سوناطراك" على المؤتمر الدولي للدول المصدرة للغاز الذي سيقام في شهر أفريل المقبل بوهران، موضحة أن التأثير سيكون على المدى القصير "خاصة وأن الملتقى بقي عليه حوالي الشهرين فقط في الوقت الذي لم تحدد بعد معالم قضية الشركة المشرفة على أحد أكبر المحافل الدولية المتعلقة بأهم الموارد الحيوية في العالم والمتمثل في الغاز"-تضيف ذات المصادر-. ورغم أن التحقيق الجاري من طرف السلطات العليا في قضية "الشركة الأم"، يخص الصفقات الكبرى التي يُعتقد أنها مرت بدون عروض مناقصات، كتب نائب الرئيس السابق لسوناطراك حسين مالطي يوم 31 جانفي الفارط في يومية "الوطن" أن الفساد في الشركة عميق جدا، ودعا المواطنين إلى تقفي "بيع النفط" الذي قال إنه سيكشف أن سوناطراك "تقوم ببعض المبيعات نقدا ومعظم صادراتها موجهة لأربعة أو خمسة زبائن فقط"، وهذا ما يؤكد احتمال التأثير المباشر على تعاملات الشركة مع شركائها المتمثلين في الفروع المستثمرة بحقول التنقيب الجزائرية. يجدر الذكر في سياق متصل وفي غضون ذلك، تتوسع أيضا تحقيقات سوناطراك لتشمل تمويل الشركة لمركز مؤتمرات وفندق خمس نجوم لقمة الغاز الدولية في أفريل 2010 بوهران، كما يشار أيضا إلى إجراء تحقيقات أخرى في حاسي مسعود، مركز "شريان الحياة" بالنسبة للشركة، والتي تضم أهم آبار النفط وتمنح فيها أكبر الصفقات. للإشارة، ستقدم الجزائر من خلال مؤتمر وهران المقبل فكرة عن وضع سوق الغاز والتحديات التي تواجهه، كما سيتم مناقشة دراسات تحدد الآليات الممكنة لضمان استقرار أسعار الغاز في السوق العالمية، وتمثل سوناطراك إحدى أهم القواعد الأساسية التي يعول عليها كثيرا، لإنجاح عملية تأسيس هيئة دولية للدول المصدرة للغاز من جهة، ولإنجاح المنتدى الدولي الذي سيقام لأول مرة بالجزائر في ال19 أفريل المقبل، إلى حين ذلك تبقى الأنظار متجهة نحو ما ستسفر عليه التحقيقات الجديدة لأحد أعقد قضايا الجريمة الاقتصادية في الجزائر.