10.3 ملايير دولار رقم أعمال سوناطراك في الثلاثي الأول ل 2009 عرف رأسمال شركة سوناطراك خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية انخفاضا بنسبة 48.8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، بحيث لم يتعد هذا الرقم 10.3 ملايير دولار بسبب الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية ونقص الطلب على النفط الذي دفع بالدول المصدرة للبترول في منظمة أوبيك بما فيها الجزائر إلى اتخاذ قرار يقضي بتقليص إنتاجها. وتبين نسبة هذا التراجع المسجل في رقم أعمال سوناطراك وصول تيارات الأزمة الاقتصادية التي ضربت العديد من الدول الرأسمالية المستوردة للبترول إلى بلادنا والتي بدأت تنعكس على رأسمال شركة سوناطراك بسبب تراجع أسعار البترول الخام في السوق الدولية، وهو ما جعل رأسمال الشركة ينخفض من 19.6 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى لسنة 2008 إلى 10.3 خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية. وأوضح السيد محمد مزيان الرئيس المدير العام لسوناطراك لدى استضافته في القناة الإذاعية الثالثة، أمس، أن صادرات الجزائر من المحروقات بلغت 10.74 مليار دولار منذ مطلع شهر جانفي وإلى غاية شهر مارس، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة 42.7 بالمائة مقارنة بصادرات نفس الفترة من السنة الماضية، حسب الإحصائيات التي قدمها المركز الوطني للإعلام والإحصاء التابع لمديرية الجمارك. ويأتي ذلك في الوقت الذي عرفت فيه فاتورة الاستيراد بالجزائر ارتفاعا بنسبة 10.7 بالمائة لتصل إلى ما قيمته 9.42 ملايير دولار. وأبدى السيد مزيان تفاؤلا لعودة انتعاش سوق المحروقات، معتبرا أن "الأزمة الاقتصادية المالية هي أزمة عابرة، وآثارها على أسعار البترول ليست أبدية". مشيرا إلى أن الخبراء يتوقعون عودة ارتفاع الأسعار واستقرارها ابتداء من السنة القادمة. وفي حديثه عن رقم أعمال الشركة اعتبر الرئيس المدير العام لسوناطراك أن هذا الرقم لم يخرج عن المعدل المسجل في السنوات السابقة إذا ما قارناه برقم الأعمال المحقق في سنة 2007 والذي لم يتعد 12.3 مليار دولار. وفي معرض حديثه عن تأثير هذا السقوط الحر لأسعار النفط على سوق الاستثمارات الوطنية عامة وعلى استثمارات سوناطراك خاصة، أكد المسؤول أن هذا الانخفاض ليس له تأثير على برنامج الاستثمارات، مضيفا أن أسعار البترول لها آثار أيضا على الميزانية على المستوى الوطني والتي تم تحديدها على أساس قاعدة 37 دولارا للبرميل الواحد من النفط، غير أن سوناطراك تعمل على أساس المخططات الخماسية التي سطرت بعد القيام بتحاليل ميدانية عن الأوضاع الاقتصادية حسب المتحدث التي وصف هذه المخططات ب "المحافظة". كما أوضح المتحدث أن مخططات شركته تعرف استقلالية في التمويل وتخضع لإمكانيات الشركة وإمكانيات البنوك الوطنية، مشيرا إلى أن الأزمة لا تؤثر على برنامج سوناطراك التي ستواصل كل مشاريعها وبرامجها الاستثمارية على المستويين الوطني والدولي. واعتبر السيد مزيان في هذا الصدد أن النتائج المحققة هذه السنة ستشجع الشركة على بذل المزيد من الجهود لمواصلة وتيرة الاستغلال على أمل تحقيق كل الأهداف المسطرة في آفاق سنة 2015 .