دولار واحد لإنقاذ الأقصى طالب أمس بالجزائر، الشيخ يوسف جمعة سلامة، خطيب وإمام المسجد الأقصى المبارك من قمة جامعة الدول العربية، المقرر إجراؤها بطرابلس في مارس المقبل، أن تجعل القدس التي تتعرض لخطر التهويد أكثر من أي وقت مضى في مقدمة جدول أعمالها، كما طالب بأن يتبرع كل مسلم بدولار واحد سنويا لدعم صمود بيت المقدس. وأوضح الدكتور يوسف جمعة سلامة في الندوة الفكرية بعنوان المخاطر والتحديات التي تواجه مدينة القدس الشريف التي نظمها صبيحة أمس مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية، أن مدينة القدس تحتاج سنويا لميزانية 500 مليون دولار للصمود في وجه التهويد و500 مليون دولار لإعادة بناء السكنات التي دمرها العدوان الصهيوني وترميمها وهو المطلب الذي سبق وأن تقدمت به مؤسسة القدس إلى جامعة الدول العربية. وبين الشيخ سلامة أن المسلمين بمقدورهم دعم صمود القدس بمليار ونصف المليار دولار سنويا إذا التزم كل واحد من المسلمين بالتبرع بدولار واحد سنويا لصندوق دعم بيت المقدس، مذكرا أن القرآن الكريم قدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في العديد من الآيات الكريمة. ودعا الدول العربية إلى مساعدة الأقصى وأهل القدس بتبني كل دولة مشروعا كالتوأمة بين مستشفياتها وجامعاتها ومستشفى وجامعة القدس، أو تحمل دولة ما ترميم البيوت وأخرى إعادة الإعمار. ونبه الشيخ سلامة على أن سنة 2009 كانت أشد السنوات على بيت المقدس، فاقت الحريق الذي أتى على منبر صلاح الدين في 1967 والذي أيقض الأمة وأنشأت بعده منظمة المؤتمر الإسلامي أو ما فعله شارون في 2000 والذي قامت بعده الانتفاضة، حيث دق ناقوس الخطر حول تهديم القدس من طرف اليهود الذين وصلت حفرياتهم إلى الأبواب الرئيسية لبيت المقدس والتي تسببت في الضرر ببنيانه، حسب ما أكده بصور حديثة للأضرار التي أحدثتها الحفريات الإسرائلية تحت القدس بجدران وأعمدة المسجد، وهذا بهدف بناء الهيكل المزعوم لسليمان (عليه السلام)، بعد الوصول إلى تهديم المسجد الأقصى الذي يسعون إليه وليس إلى البحث على بقايا هيكل سليمان الذي لم يجدوا له أثرا منذ البدء في الحفر قبل سنتين، حيث صنع اليهود شمعدانا سباعيا ذهبيا يزن 42 كلغ لوضعه في المعبد اليهودي بعد تهديم المسجد الأقصى. وذكر إمام مسجد القدس أن 280 ألف فلسطيني يقطن بالقدس مقابل استيطان 190 ألف يهودي بها بعد أن كان صفر يهودي قبل بداية الاحتلال، منبها بأن اليهود يسعون إلى بلوغ في 2020 نسبة 87 بالمائة من تعداد سكان القدس مقابل 13 بالمائة فلسطيني، وذلك بانتهاج أسلوب الترغيب عن طريق محاولة شراء منازل الفلسطينيين بمبالغ خيالية والتي وصلت إلى حد إغراء الفلسطينيين بدفع 20 مليون دولار في منزل سعره الحقيقي لا يساوي 20 ألف دولار. ودعا الشيخ سلامة المسلمين لأن لا يكن ارتباط المسلمين بالقدس انفعاليا عابرا وموسميا في حين طالب من وسائل الإعلام أن تلعب دورها في التعريف بقضية القدس والدفاع عن الحق وتعرية العدو الذي يدافع عن باطله. الشيخ سلامة الذي رفض التعليق على الجدار الحديدي الذي أقامته مصر بينها وبين قطاع غزة، قال إنه بالإمكان أن نسقط الجدار العازل العنصري الذي أقامه الكيان الصهيوني بين الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية ونطرد المحتل إذا توحدنا. وفي هذا الصدد، عبر عن أمله أن تلعب الجزائر دورا في لم شمل الإخوة الفلسطينيين المتصارعين حين قال "من أرض المليون ونصف مليون شهيد من أرض الجزائر بما لها من ثقل ومن يد بيضاء على الفلسطينيين، أتمنى أن تكون الجزائر جامعة للشمل"، حيث يؤكد أن القدس لن تعود إلا بالوحدة.