أطلق خطيب وإمام المسجد الأقصى المبارك الشيخ يوسف جمعة سلامة أمس نداء من الجزائر إلى مليار ونصف مليار مسلم في العالم للتبرع بدولار واحد فقط سنويا من أجل نصرة الأقصى المبارك ومدينة القدس الشريف من مخططات التهويد التي تحدق بهما كما طالب القمة العربية المقبلة بجعل قضية القدس في مقدمة جدول الأعمال، بينما دعا الجزائر إلى لعب دور الوسيط لتسوية الأزمة الداخلية الفلسطينية لما لها من ثقل دبلوماسي على المستوى الدولي. وقال خطيب الأقصى في ندوة صحفية نشطها أمس بمركز الشعب للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان "المخاطر والتحديات التي تواجه مدينة القدس الشريف" انه لو تبرع كل مسلم بدولار واحد فقط سنويا فسنجمع قرابة المليار ونصف مليار دولار وهو مبلغ كاف للوقوف في وجه المخاطر والتحديات التي تهدد المدينة المقدسة. وكشف في هذا السياق أن ميزانية صمود القدس التي قدمت الأسبوع الماضي إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية اكدت ضرورة توفير 500 مليون دولار مشيرا إلى أن 500 مليون دولار المتبقية يمكن تخصيصها لإقامة مشاريع لمواجهة الأنشطة الاستيطانية التي تسارعت وتيرتها خلال الأشهر الأخيرة. كما دعا القادة العرب المشاركين في القمة العربية المقرر عقدها الشهر القادم بليبيا إلى جعل قضية القدس على رأس أولويات جدول الأعمال وان يخرج القادة العرب بموقف عملي موحد وعدم الاكتفاء بمجرد توجيه نداءات لا قيمة لها. ودق الدكتور سلامة ناقوس الخطر من التهديدات المحدقة بالمسجد الأقصى خاصة وبالقدس عامة من مخططات محكمة تمضي فيها سلطات الاحتلال بطريقة متسارعة من اجل تهويد المدينة المقدسة بدءا من سعيها لتهديم المسجد الأقصى المبارك عبر الحفريات التي تهدد أساساته وهدم منازل الفلسطينيين وتضييق الخناق ضدهم عبر إجراءات تعسفية لحملهم على ترك منازلهم والخروج من القدس وزيادة وتيرة بناء المستوطنات في محاولة لترجيح الكفة لصالح المستوطنين اليهود في آفاق 2020 لإقامة دولة يهودية صرفة على أنقاض فلسطينالمحتلة. وهي مخاطر دفعت بخطيب الأقصى لمطالبة العالمين العربي والإسلامي باتخاذ مجموعة من الإجراءات لنصرة القدس دون التخلي عن الهدف الاستراتيجي وهو تحرير الأقصى الشريف وكامل فلسطين. وطالب بتقديم دعم مالي للتكفل بعدد من المشاريع في المدينةالمحتلة على غرار إقامة توأمة بين جامعة القدس وجامعات الدول العربية الإسلامية أو عبر التكفل بترميم البيوت المتضررة أو التكفل بالفلسطينيين الذين فقدوا مناصب شغلهم. كما أكد على ضرورة أن تتحمل وسائل الإعلام العربية والإسلامية على حد السواء مسؤولياتها للتعريف بالأقصى المبارك الذي لا يشمل فقط قبة الصخرة وإنما على عديد الملحقات والذي يتربع على مساحة تقدر ب144 ألف متر مربع. وقال انه يجب أن يكون لوسائل الإعلام دور في فضح وتعرية المحتل الإسرائيلي وكشف حقيقته للرأي العام الدولي من خلال نقل حقيقة ما يجري على ارض الواقع من اعتداءات وحملات تهويد لا تمس فقط المعالم والرموز الإسلامية بل حتى المسيحية متسائلا في الوقت نفسه عن دور ملياري مسيحي والهيئة الأممية ومنظمة اليونسكو في حماية المعالم الدينية والتاريخية. وفي سياق حديثه عن الأزمة الداخلية التي يعاني منها البيت الفلسطيني دعا خطيب الأقصى الفرقاء الفلسطينيين إلى توحيد صفوفهم وتناسي خلافاتهم لنصرة الأقصى وخدمة للقضية الأم ودعاهم إلى الاقتداء بثورة الجزائر التي اكتسبت صمودها وقوتها من وحدة أبنائها. وبطريقة ضمنية دعا الجزائر إلى لعب دور الوسيط في تسوية هذه الأزمة حيث قال "من ارض الجزائر ولما لها من ثقل سياسي على المستوى الدولي ولما لها من يد بيضاء على كل الفلسطينيين، أتمنى أن تكون الجزائر كعادتها قاسما مشتركا للم الشمل الفلسطيني".