الحكومة تدير ظهرها لاحتجاج الأطباء الغاضبين اعتصام أمام رئاسة الجمهورية الأربعاء المقبل أغلقت امس قوات الأمن كافة المنافذ المؤدية إلى قصر الحكومة، كما حاصرت حوالي 300 طبيب بشارع محمد خميستي لمنعهم من الالتحاق بزملائهم المحتجين بالساحة المقابلة لرئاسة الحكومة (حديقة الساعات الأزهرية) بالقرب من مبنى الدكتور سعدان وسط طوق أمني، وبعد مفاوضات بين وفد من الأطباء وعناصر الأمن دامت قرابة ساعة ونصف الساعة، تمكن الأطباء المحاصرون من طرف قوات مكافحة الشغب من الالتحاق بزملائهم. دخلت أمس قوات مكافحة الشغب في مشادات كلامية عنيفة مع ممارسي الصحة العمومية والأطباء الأخصائيين بعد محاولة هؤلاء الاقتراب من مقر قصر الحكومة، حيث تم توقيف العديد منهم، لكن بالرغم من كل التعزيزات الأمنية وإجراءات الرقابة المفروضة عليهم والتي بلغت حد منعهم من السير في جميع الطرق والأرصفة المؤدية إلى مقر رئاسة الحكومة بعد التعرف على هويتهم، أكد رئيس النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين، محمد يوسفي، أن عناصر منعته من النزول من الحافلة بعدما تعرفت على هويته، وهو الأمر بالنسبة لجميع الأطباء المقدر عددهم بأكثر من ثلاثة آلاف طبيب من مختلف ولايات الوسط. وحصلت خلال الاحتجاج مشادات كلامية بين الاطباء وقوات الامن وحتى تدافع بالأيدي تم بعده توقيف مجموعة من الاطباء، وهو الامر الذي استنكره بشدة الدكتور يوسفي رئيس نقابة الاطباء الأخصائيين وندد بالمعاملة السيئة لقوات الامن معهم بعد تعليمات تلقتها قوات الامن من فوق -على حد تعبيره - ووصف المتحدث المعاملة التي عوملوا بها أمس بالمهينة والخطرة. واستغرب المتحدث رفض مصالح رئاسة الحكومة استقبالهم الى غاية اليوم أي بعد حولي ثلاثة اشهر من الاحتجاج وإعطائها تعليمات بقمع اعتصامهم السلمي. وقد ردد المحتجون شعارات تشير الى وضعية الصحة بالجزائر، وكذا طريقة تعامل السلطات معهم "لسنا إرهابيين نحن ممارسون" و" أويحي في عطلة والصحة في خطر"، وكذا" لكم سوناطراك ولنا الهراوات" و"وزراء في نعيم وممارسون في جحيم" . وأمام هذه الأوضاع جدد الدكتور يوسفي التأكيد على مواصلة الإضراب. داعيا الرئيس بوتفليقة الى التدخل لإنقاذ قطاع الصحة من الهلاك والضياع. مشيرا إلى أنه اعتصاما آخر سينظم الأربعاء المقبل أمام رئاسة الجمهورية. ومن جهته، أكد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الياس مرابط، أمس في تصريح ل "اليوم"، أن تنسيقية ممارسي الصحة العمومية متمسكة بخيار التصعيد، خاصة وأنهم استنفدوا كل السبل والوسائل للضغط على السلطات العمومية ووزارة الصحة والسكان. مشيرا إلى أن مسيرات مماثلة شهدتها أمس عدة ولايات في كل من وهران، عنابة، قسنطينة وورقلة باتجاه مبنى الولاية، الذي يمثل أعلى هيئة على المستوى المحلي.