دعا إلى الحرص على عدم تجاوز فرنسا وأمريكا للخطوط الحمراء وجه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، رسالة قوية لرماة بذور زعزعة الأفلان، مؤكدا "نحن ننهض بعد كل كبوة" وأن توحيد الصف وإن لم يكن سهلا إلا أنه تحقق، مجددا مطالبة فرنسا الاعتذار الرسمي عن جرائمها، مشددا على ضرورة معاملة أمريكا ومثيلاتها بالمثل. وفي حضور قرابة الخمسة آلاف شخص بالقاعة البيضاوية، ألقى بلخادم أمس خطابا قويا حاد اللهجة، بدأه بكلمة وجهها لعدو الأمس قائلا "نطالب من فرنسا الرسمية الاعتذار.. وما ضاع حق وراءه مطالب"، كلمة ألهبت القاعة وجعلت المندوبين والوزراء يقفون وقفة رجل واحد، معبرين عن التفافهم حول المطلب الشعبي. واعتبر بلخادم تصريحات "كوشنير" وأمثاله من شخصيات فرنسية غير متقبلة لاستقلال الجزائر "نتيجة لهبوب رياح نعتبرها فترة مراهقة سياسية لا أساس للدولة فيها". وبخصوص إدراج الجزائرفي القائمة الأمريكية السوداء، جدد دعوته للمعاملة بالمثل، وقال بخصوص معاملات كل من أمريكا وفرنسا "الند للند حتى لا يطغى ويتجبر ولا يتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة له في الجزائر". وخاطب بلخادم الذين اعتقدوا أن الحزب العتيد هزه التصدع قائلا "نستطيع في كل مرة أن نتجاوز آثار أي عاصفة فيتوحد الصف بعد كل فتنة وننهض بعد كل كبوة ... لتكلل الجهود فنتوحد في الصوب والصوت دون كره يفقدنا حسن النية، ودون مشاعر مهزوزة "، مؤكدا أن حتى بعد كل تلك الخلافات التي اندلعت خلال السنوات الخمس الأخيرة لم تمنع "المؤتمرالتاسع أن يحل بثوبه الناصع البياض... لنقف اليوم في محطة هي أهم المحطات وأكثرها مسؤولية سواء بالنسبة للحزب أو الأمة". واعترف بلخادم بما ساد صفوف المناضلين من تشنجات في بعض الأوقات أدت لانقسامهم "لم يكن من السهل أبدا ترسيخ عامل الوحدة بين الجميع... لكنها ترسخت"، في الوقت الذي كان "في رأي البعض مستحيل التعامل مع المناضلين في القواعد... لكننا تمكننا" والسبب حسبه راجع لكون "مسببات الخلاف كانت واهية ولا مبرر لها ". وبخصوص معركة التجديد النصفي لمقاعد مجلس الأمة التي شهدت انقساما في صفوف الأفلانيين، قال بلخادم "لا أفشي سرا إن قلت إن الإفراط في الطموح من قبل البعض للوصول إلى مواقع ما، أجج أحقادا وأثار النعرات وأماط اللثام على عصبيات، وشكل ولو بقدر قليل زمرا وعصيا"، منتقدا صرف الأموال في سبيل الوصول بدل انتهاج النضال السياسي ، وعبر عن استيائه من تلك الشخصيات التي لا تبرز إلا خلال المناسبات، مؤكدا أن ذلك حصل خلال مختلف الاستحقاقات المحلية والبرلمانية، المباشرة وغير المباشرة". ويعترف بلخادم أن هذه الانحرافات وإن كانت "موجودة في كل التنظيمات السياسية، ينبغي للأفلان أن يواجه السلوكات التي انحرفت ويحارب شراء الذمم". وأردف قائلا "تجربة التحالف الرئاسي جاءت محققة للآمال.. وفق تقاليد أخلاقية كانت تفتقر لها البلاد خلال عشرية الدموع، للدفاع عن مؤسسات البلاد وقطع الطريق أمام دعاة التشكيك...".