أطلق عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني النيران مجددا على الموقف الفرنسي الرسمي الرافض للاعتذار على سنوات الاستعمار التي فاقت ال 132 سنة، واتهم الرجل الموقف الفرنسي الرسمي بالمتحجر، من جانب آخر ألزم بلخادم مرشحي حزبه لانتخابات مجلس الأمة بعدم الترشح كأحرار في حالة خسارة الانتخابات الأولية التي سيجريها حزبه، كما دعا إلى محاربة المال السياسي، بالإضافة إلى هذا فقد شدد على ضرورة استخلاف النائب الفائز في المجالس المنتخبة من أجل أن لا يخسر الحزب مرتبة الريادة التي يحوز عليها وطنيا. وكان عبد العزيز بلخادم أمين أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني، قد اشرف أمس الثلاثاء على اجتماع للمشرفين الولائيين والذين ألقيت على عاتقهم مهام السهر على تنظيم الانتخابات الجزئية لمجلس الأمة، فبعد كلمة استرسل فيها المتحدث على نتائج ثورة الفاتح والذكرى ال 55 لها، رمى بلخادم بالكثير من سهامه تجاه الموقف الفرنسي الرافض لمطلب الاعتذار على حقبة الاستعمار. وفي هذا الصدد، قال بلخادم :''إن فرنسا الرسمية ما تزال في المنزلة التي تتستر فيها على ما ارتكبه الجيش الفرنسي والمحتلون في حق شعبنا وصنوف التعذيب للأحياء''، مذكرا بالقول ''أن الكثير منهم قاموا بسد الكهوف التي لجأ إليها الشيوخ والنساء وأضرموا بها النيران التي اختنق بموجبها أباؤنا وأجدادنا بقسوة وببطء. وتابع المتحدث ''ورغم ذلك فإننا نراهم يتحدثون عن مزايا الاستعمار ويقيمون الأعراس''، مشيرا بأن 15 قانونا سن من أجل تمجيد الاستعمار كان آخرها القانون الممجد للخونة. وقال الرجل وبصريح العبارة ''لقد تحولت كل العقليات الخاصة بمسألة الاستعمار فقد تجلى ذلك من خلال اعتذار بابا الكاثوليك، واعتذار الألمان للفرنسيين أنفسهم والطليان للجماهيرية ...إلا العقلية الفرنسية فإنها ما تزال متحجرة''، مؤكدا انه مقتنع ''بأن فرنسا ستعتذر عما ارتكب من جرائم في حق الشعب''، مشيرا إلى أن كل حجر في هذه الأرض إلا وعليه أثر للشهيد. وفي سياق موازي للأول، أعلن عبد العزيز بلخادم الأمين العام للهيئة التنفيذية للافلان عن جملة من التدابير التي وصفها بالهامة للغاية من أجل إنجاح انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة بغية تدعيم الموجود وتوسيع الموجود أيضا كما قال، وعليه فقد أمر بضرورة حضور جميع الناخبين وأعضاء لجنة الترشيح وحضور محضر قضائي يدون نتائج وعملية التصويت. وأوضح في هذا الإطار للمشرفين على عملية الانتخابات التمهيدية أن شروط الترشح واضحة لكل من أراد التقدم لها، لكنه شدد على أن الفائز مطالب بحصد الأغلبية المطلقة -50+1 ? من الحضور- بما فيها الوكالة التي يجب أن تكون موثقة ووحيدة عن كل شخص-، مشيرا انه إذا لم يقع هذا فانه يجب الذهاب إلى دور ثاني بين المتصدرين حيث تكفي الأغلبية البسيطة في هذه الحالة لأحدهما. وانطلق بلخادم بعد ذلك لإبراز الأجواء التي ستدور فيها الانتخابات والتي وصف بعض أطوارها بغير السليمة وغير الشريفة التي تستعمل فيها الوسائل غير النظيفة لاسيما وان الكثير يستغل خلاف الإخوة بعد عدم نجاح هذا وإذكاء نار الفتنة التي حذر منها خصوصا وأن ''الجبهة'' معروفة بخزانها من الإطارات التي يفوق عددها دائما المناصب والمواقع، حيث حذر مناضليه ومنتخبي حزبه من جملة اعتبرها أساسية ضمنها أنه لا يجوز الترشح كأحرار بعد فوز مرشح الحزب، ملوحا ''أن من خرج من بيت الطاعة فقد أقصى نفسه، كما تطرق للمال السياسي بالقول ''علينا الوصول إلى مزيد من الشفافية في العملية الانتخابية لأنه ليس من العيب أن أصوت علنا وجهرا لصالح مرشح حزبي ''. وحتى وإن عزا أمين عام جبهة التحرير الوطني عدم الحديث أمام الصحافة للقضية التحالفات التي اعتبرها شأنا داخليا لأنها تتطلب الأخذ والعطاء، إلا انه وفي المقابل شدد كثيرا على مسألة استخلاف العضو الفائز بآخر في المجالس المنتخبة حيث قال: ''إننا لا نريد أن نغطي جزءا ونعري الآخر لذلك فعلينا استخلاف رئيس المجلس الشعبي الولائي الفائز أو الإخوة من أعضاء المجالس البلدية ''، مؤكدا أن مصلحة الحزب فوق كل اعتبار من اجل كسب مواقع جديدة .