تخوفات من تكرار سيناريوهات انقطاع التيار الكهربائي هذا الصيف لا يزال الغموض يكتنف مشروع المليون مصباح كهربائي اقتصادي، الذي سبق وأن أعلنت عنه الوكالة الوطنية لترشيد استخدام الطاقة "ابرو" قبل حوالي سنتين، الأمر الذي دفع بالمتتبعين لملفات الطاقة بالبلاد إلى إدراجه ضمن خانة المشاريع الفاشلة رغم الأموال الطائلة التي استنزفها في غضون نفس المدة المذكورة. وكانت الوكالة الوطنية لترشيد استخدام الطاقة "ابرو" قد أعلنت خلال 2008، عن شروعها في عمليات توزيع مليون مصباح كهربائي اقتصادي كتجربة أولى ونموذجية شملت ولايات محددة بوسط البلاد، في انتظار تعميم العملية مرحليا، لكن يبدو أن المشروع لم يكتب له أن يكتمل بنجاح، لأن آليات التنفيذ المتبعة التي أقرتها الوكالة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة بالتنسيق مع وزارة الطاقة الوصية لم تكن مفهومة، كما أن قرار استيراد المصابيح من ألمانيا قد أثار حفيظة الكثير من المتعاملين المحليين، إذ بغض النظر عن المئات من المواطنين الأوائل الذين تمكنوا من الظفر بمصباح كهربائي اقتصادي في بداية العملية على مستوى مصالح سونلغاز، فإن الأمر لم يعد كذلك بعد مرور مدة قصيرة عن انطلاق العملية، حيث يجابه المواطن في وكالات سونلغاز بجواب" لا يوجد نحن ننتظر طلبية جديدة". وتشير مصادر إلى أن نسبة كبيرة من المصابيح الاقتصادية قد حولت عن وجهتها الأصلية، حيث أصبحت تباع خارج الإطار المحدد لها وبأسعار مرتفعة كثيرا مقارنة بالسعر الذي أقرته "أبرو" في بداية المشروع. وتأتي هذه الفوضى في خضم تنامي الحديث عن مشاريع اقتصاد الطاقة وترشيدها والتحول إلى الطاقات البديلة كالطاقة الشمسية، غير أن الواقع يكشف غير ذلك، وأنه لا إرادة حقيقية في اقتصاد الطاقة، خصوصا وأن الجزائر تعد من البلدان الأولى متوسطيا من حيث استهلاك الطاقة، كما يتخوف الكثير من تكرار سيناريوهات الانقطاعات المتكررة للكهرباء، خاصة أننا على أبواب فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا قياسيا للطلب على الكهرباء. ونشير في هذا الإطار إلى تسجيل خلال الأيام الأخيرة وجود انقطاعات للكهرباء على مستوى عدد من بلديات العاصمة، التي تعد من أكثر الولايات عرضة لهذه الانقطاعات التي ينجر عنها خسائر معتبرة، خاصة لدى فئات التجار.